الأزمات والشائعات

غالبًا إن لم يكن أكيدًا فإن لكل وطن أعداء في الداخل والخارج، وبالتأكيد أعداء الداخل أشد ضراوة وعداوة من أعداء الخارج وخطرهم أكبر وأكثر تأثيرًا، فكيف السبيل إلى أيقاف خطرهم وتحييد عدائهم وإبطال أفعالهم.

نحن كمواطنين بإيدينا أن نفعل الكثير بإذن الله، ومن ذلك أن نتعاون بكل همة وإصرار لقتل الشائعات وإحباط مفعولها بإيقافها عند من تصله.

ما دعاني لكتابة ذلك هو ما وصلني أمس عن طريق رسالة “واتس آب” صوتية مفبكرة على أنها مكالمة تلفونية بين طبيب سعودي من مستشفى سعودي وطبيبة إيطالية تعيش في أيطاليا، المكالمة بها الكثير من المغالطات والتخويف والسعي إلى نشر الذعر الشديد بين الناس، وكواجب لإيقاف تلك الرسالة فقد أرسلت إلى الراسل (والذي هو نقلها بحسن نية) بأن هذه المكالمة غير صحيحة، لعدة أسباب ذكرتها له، ليس هنا مجال لذكرها.

في الأزمات والحروب تكثر الشائعات، ينشرها أُناس أعداء للوطن، والأهداف من نشر الشائعات كثيرة أهمها وأولها نشر الخوف والرعب بين المواطنين والمقيمين في البلد بهدف زعزعة ثقتهم في حكومتهم وفي نفس الوقت توجيههم لإتجاهات تضر بأمن البلد أو إقتصاده من حيث لا يشعرون، وحيث أننا نعيش هذه الأيام والعالم أجمع في أزمة فايروس كورونا المستجد والذي هو (وباء جائح) كما صنفته منظمة الصحة العالمية وتعاملت مع المملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا بكل حزم وحرص وكفاءة عالية، إلا أن هناك من يريد أن يُفسد علينا أمننا، وإستقرارنا، وطمأنينتنا وينشر الرعب والخوف بين عامة الناس.

إن ناشر الإشاعة يريد أن يكسب ثقة من تصلهم إشاعته بنشر المعلومات المكذوبة والمغلوطة على هيئة تحذيرات وإرشادات بطريقة تجعل الكثير من عامة الناس يصدقونها، ومن ثم وحسب خطة محكمة ينتقل إلى الخطوة الثانية بعد كسب الثقة وهي نشر التعليمات الصحية المغلوطة والتي ربما يؤدي إتباعها إلى زيادة المرض أو زيادة خطر الإصابة به.

المعروف أن الخوف كما تم تعريفه علميًا (حالة شعورية يمر بها العقل فيتصرف بناء عليها) وهو عامل ينشأ في الدماغ بناء على معلومة يتلقاها الشخص عن طريق أحد حواسه الخمس فتنتقل حالته الشعورية إلى إحدى أمرين إما مجابهة الخطر بقوة أو الهرب بقوة، والهرب غالبًا يكون الأكثر كردة فعل لا إرادية للخوف، وكلتا الحالتين يقوم بها الجهاز العصبي للإنسان بسرعة عالية جدًا، وعندما ينشأ الخوف بناء على شائعة مخيفة ويتكرر تلقي الشائعات يتعامل معها الدماغ بناء على تفعيل أجهزة في الجسم وتعطيل أو تقليل أهمية أجهزة أخرى في الجسم ، فيزيد تركيز الدماغ على وسائل الهرب والدفاع وهي النظر، والقدمين، واليدين، ويخف تركيز الدماغ على الجهاز الهضمي والذي لا يحتاجة الجسم غالبًا في حالة الخوف، وكذلك يخف تركيز الدماغ على الجهاز المناعي في الجسم، وبهذا تقل مناعة الشخص الخائف وتزداد قلة المناعة مع زيادة كمية الخوف ويصبح معرضًا للمرض والخطر أكثر من غيره أو أقل إستجابة للدواء.

لهذا أنصح بإيقاف تداول أي رسائل مكتوبة أو صوتية من أي مصدر غير المصادر الرسمية والأفضل حتى رسائل المصادر الرسمية ليس هناك داعي لتداولها لأن هناك جهات حكومية مكلفة بتوعية عامة الموطنين والمقيمين وهم لديهم وسائلهم وطرقهم الخاصة لإيصالها للجميع بطريقة سليمة وحكيمة.

وأنصح أيضًا بإتباع الإرشادات والتعليمات الصحية من مصادرها الحقيقية الرسمية وتشجيع الصغار لإتباعها للمساهمة في تقليل الخطر.

أدعوا الله سحانه وتعالى أن يحفظ ولاة أمرنا ووطننا ومواطنينا وضيوفنا من المقيمين لدينا، وأن يكفينا الشرور والأسقام.

ملحوظة: لقد كذبت وزارة الصحة والمستشفى المذكور في الرسالة صحة الرسالة وأن الشخص الذي أدعى أنه طبيب ليس له علاقة بالمستشفى أو زارة الصحة.

 

عبدالعزيز مبروك الصحفي

مقالات سابقة للكاتب

6 تعليق على “الأزمات والشائعات

يوسف الصحفي

بارك الله فيك على هذى الكلمة التوعوية المختصرة نفع الله بها

عبدالعزيز بن مبروك الصحفي

الأخ العزيز يوسف الصحفي
الله يسعدك ويسلمك، نسأل الله أن يعيننا وإياكم على فعل ما يفيد الناس.
جزاك الله خيرا

الصحفي

تم نشر خبر اصابة امراه في احد شوارع جده بالكارونا وهي تسفط في الشارع واليوم المتحدث باسم وزارة الداخليه تنفي الخبر وتبين انها مانت مريضه نفسياً حسبي الله على من ينشر الاشاعات
بارك الله فيك اخ عبدالعزيز ونفع بك

عبدالعزيز بن مبروك الصحفي

الأخ الصحفي
بارك الله فيك على مداخلتك وإضافتك.

ساره عمر

الله ينفع بك يا ابو سهل دائما مفكر و مبدع .. شكرا على نشر الوعي لانه الكثير يحتاجه.

عبدالعزيز بن مبروك الصحفي

الأخت الفاضلة ساره عمر
بارك الله فيك وأسعدك ووفقك لما فيه الخير وبه تنفعين وجزاك الله خيرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *