الإحترام هو أساس كل العلاقات، بِمُختلف أنواعها. وهو أكبر دليل على حسن الخلق؛ وقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال:” ليسَ منّا من لم يرحم صغيرنا ويُوَقِر كبيرنا”. إذًا توقير الكبير واحترامه من تعاليم ديننا الحنيف وهو موجود في كل الأخلاقيات العامة في مختلف الديانات والشعوب..
لكن هناك فِئة مِن مَن بَلَغ بِهم العُمر؛ حتّى أظهر شَيبَتهم ومع ذلك فَهُم مصرين على أن يفقدوا وقارهم ويجبروا الذي أمامهم الذي يصغُرُهم عمرًا بأن لا يتعامل معهم بإحترام ويُعاملهم بالمثل..
من إحدى قوانين الحياة “أن لكل فعل ردة فعل مساوية له في المقدار ومعاكسة له في الإتجاه”. فإن لم يحترم الكبير نفسه ويكون ذُو وقار كيف للآخرين أن يُعاملوه على هذا الأساس! بذيء اللسان الذي لا يخشى أنه سيُحاسب يومًا، سيء التصرف في مُجمل أفعاله، والذي يؤذي ويحتقر ويستَخِّف بنفسه وبالآخرين؛ كيف للنفس البشرية أن تُكِن الإحترام لشخصٌ مثل هذا؛ ولو أجبر الإنسان نفسه من باب إحترام الكبير ظاهريًا أن يحترمه؛ لا يُمكن أن يكُن له الإحترام في داخله يومًا..
فقدان الوقار والإحترام يُوَلِّد المهانة عند اليافعين أيضًا؛ ولكنه أعظم شأنًا وأثرًا لِمَن بَلَغَ مِن العُمر عِتِيا..
أيها الكبارِ عمرًا والصِغار بتصرفاتكم؛ واجبٌ على من يصغرونكم عمرًا على إحترامكم لكن قد يضيقون ذرعًا الذين أمامكم ويبدؤون في معاملتكم بالمثل ففي النهاية أنتم القدوة؛ أباء كنتم أو أمهات، أعمامًا، خيلانًا، عمات، خالات وحتى إن كُنتم معلمين ومعلمات.. فأنتُم مسؤولون عن طريقة معاملة الذي أمامكم معكم شِتُم ذلك أم أبيتم.
قال صلى الله عليه وسلم:” رحم الله والدين أعانا ولدهما على برهما”. إذا كان البر بالوالدين وهم الحقُ المُعَظّم يكون للوالدين الدور الكبير في كيفية معاملة أبناءهم لهم؛ فما بالكم بمن غير الوالدين الذين لا يملكوا هذه الحقوق!! أَلَيسَ من الأولى لهم أن يُحسنوا المُعاملة حتى يُعاملوا بالمثل!؟
ما أود قوله فقط إحترم شيبتك؛ ودعنا نحترمك كُن ذو وقار وقدوة حسنة لكل من حولك..
مقالات سابقة للكاتب