المنفى الاختياري

الوطن نعمه من نعم الله ، لا يدركها الا من فارقه مجبراً أم مختاراً لمصلحةٍ ما .

الوطن ذلك الحضن الدافئ والملاذ الآمن خاصة إذا كان وطن الأمن ومنبع الايمان هاتين النعمتين المحسود وطننا عليهما كفانا الله شر كل حاسد وفاسد .

أصوات تنعق هنا وهناك تنادي بخيال الحرية أو وهم التحرر..

للأسف قلة من المغرر بهم تخدعهم شعارات كاذبة أو صيحات باطلة يصدرها ذاك الناعق.

نعرف بعض المغتربين من بلدان مجاوره لنا ابتلاهم الله بالفراق القصري لأوطانهم يبكون دماً ليعودوا لأحضانها لو يوماً واحداً لأن الوطن نعمة غالية إذا سُلبت فلن يكون هناك الا جرحاً في قلوب المسلوبين لا تداويه الأيام رغم مرورها .

العجب كل العجب لمن يختار منفاه بيده راغباً مختاراً ،خارجاً من أمن إلى خوف ومن عزة إلى ذله ومن غناً مادياً ومعنوياً إلى فتات يرجوها ممن لم يعرفوا الله فيلبس لباسهم ويحذو حذوهم في انتهاك محرمات وجلب الخطيئة لنفسه متفاخراً بها .

لو لم يكن النفي موجعاً ومؤلماً ومخزياً لما شُرع نوعاً من الحدود في ديننا “”

((إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ))(33)المائده

عجباً لبعض الحالات الشاذة والتي ظهرت مؤخراً لهروب ولجوء فتيات أو فتيان مختارين لا مجبرين مستجيبين لنداءات مغرضة هاربين إلى دول حاقدة أول ما تمنحه لهم اذا وطئت أقدامهم أرضها قدح بلادنا وانتهاك الحرمات التي يرفضها حتى عقلاء الغرب والشرق .

قُصر يمارسون حتى ما يمنع في تلك الدول من تعاطي للمخدر ..

ماذا يعني كل هذا ؟ ليس له إلا إجابة واحدة .. محاولة النيل من كيان دولة ، لم ولن يقدروا بعون الله المساس بذرة من ترابها.

تجنيد أولئك المغرر بهم لن يهز فينا شعرة وسيندم من اختارهم على حضن دولته ساعة لا يفيد الندم ، سيتجرعون المرارة حين يدركون ماهم فيه من مأزق .

وأن تلك الدول لا تحتضنهم إلا لحاجة في نفوس ساستهم عندما تنقضي أو لا يجدون منهم نفعاً سيرمون بهم على قارعة الطرقات أو في مزابلهم ، لن يكون بينهم رابط دم يجعلهم يحنون لو قليلاً ولن يكون بينهم أخوة دين تمنعهم من الإساءة وانتهاك ما أمر الله به أن يُحترم ويُصان .

عجباً لمن كان منفاه إختيارياً بمحض إرادته ، لن يكون مرتاحاً في يوم ما ولن يكون سعيداً مهما أبدى من الظواهر .

ستكون في داخله غصة وفي قلبه ألم ، لايمكن أن ينسى أهله لو أبدى نفوره ، لا يمكن أن ينسى مرتع طفولته وسنين عمره سيعيش بحرقة ويموت بها ، لأن ليس للوطن بديل مهما أبدى من قوه وعجباً عجباً لمن أختار منفاه بيده وقتل نفسه وهو على قيد الحياة.

حجازية

2 تعليق على “المنفى الاختياري

ابراهيم مهنا

موضوع في غاية الأهمية فشكرا أختي حجازية
وأرى أن المهمة صعبت على المربين فليس اللوم على من استغل الثغرات من الحاقدين المتربصين
والحدث والوقوف على أسبابه أهم من النياحة ،،
عندما يضعف المربون في تأسيس قاعدة صحيحة تنطلق من الاعتزاز بالدين والتعرف على حقوق الأباء وحقوق الأوطان .
عندما انشغل الأبناء والبنات باللهو والإعجاب بكل مايصل من الخارج ، تعلقت قلوبهم بأقوام لايعرفون من القيم والمباديء إلا ماكان في صالحهم .
نعم نحتاج أن نعالج المشكلة من جذورها ، ليقف كل أم وأب مع أسرته تعليما وتأديبا
لنتابع فهمهم لدينهم ونغرسه في نفوسهم
فما يحدث من نكوص هو تنبيه مؤلم لاينبغي أن يغفل .
اللهم أصلح حالنا
اللهم من أراد ديننا وبلادنا بسوء فأشغله في نفسه

ديلاور

لا ادري هل تقصد الكاتبه قضيه رهف؟ كم انا مشفق عليها لانها اختارت الطريق الخطاء والنهايه مأسويه
علينا ان نتأمل جيدا في قصه رهف دعونا من شماعة الحريه والتحرر التى نعلق عليها اخطائنا في التربيه والتوجيه والاحتواء وغياب القدوه
رهف ضحية تربيه حينما أوكل لشقيقها الذي يكبرها بعام تربيتها ليعذبها بدافع التربيه طفل يربي طفله؟؟؟؟
خطاء قاد الى خطايا لنعتبر فكم من رهف سوف تلحق بركاب رهف
قصه:
نام الراعي والحراس منهكون فقد خارت قواهم و بحت اصواتهم بعد قضاء ليله راقصه فتسلل اللصوص وسرقوا كل شي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *