العهد الأخير ..

العهود الإلهيه في تاريخ البشرية منذ عهد أدم عليه السلام إلى وقتنا الحاضر كثيرة وتتمثل في الكتب أو الصحف التي أنزلها الله سبحانة وتعالى إلى البشرية وأوكل لها أفضل الخلق وهم الأنبياء والرسل ليبلغوها إلى الناس .

القراّن هو العهـــــد الأخيــــــــــــر ..
إلى الناس كافة بل إلى الثقلين الجن والأنس ، كما أن التوراة هو العهد القديم والإنجيل هو العهد الجديد ، فالقراّن هو العهد الأخير بين الله سبحانة وتعالى وبين الناس .

قال نوح عليه السلام لقومة كلمة بعد ما عجز عن دعوتهم لتكبرهم على رسالة ربهم ، ووبخهم بها و هي أطول كلمة في القراّن الكريم ، فيقول تعالى على لسان نوح عليه السلام مخاطباً قومه (قال ياقوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون 28) هود.

كلمة ( أنلزمكموها) !!
كلمة حيرت الكثيرين و أدهشت علماء اللغة و الفصاحة و البلاغة في مضمونها…فهي كلمة واحدة و فيها الكثير.

قد كان العالم قبل مجيء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يعج بالأباطيل والظلم والكفر، ولم تكن أمة من الأمم مؤهلة لحمل الرسالة الإلهية كأمة العرب لما كان فيهم من الأخلاق النبيلة ، وقد تقدم مولده صلى الله عليه وسلم إرهاصات كثيرة ومبشرات تنبئ عن مقدمه بالنور ليضيء العالم بعد تخبطه أزماناً في دياجير الظلام .

ومن المبشرات: أن وفد المشركين جاء إلى الحبيب بعد بعثته ، وقالوا: يا محمد تقول : إن قرآنك عربي؟

قال: نعم، قالوا : لكننا وجدنا فيه ألفاظاً غير عربية ، قال: إضربوا لي أمثلة ، قالوا: من ضمن ذلك كلمة (قسورة) كما في قوله تعالى: (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ )[المدثر:50-51] ، والقسورة في اللغة: الأسد.
ثم قال لهم: وماذا بعد؟ قالوا: كلمة (كباراً) كما في قوله تعالى: (وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا )[نوح:22]

وقال: وماذا بعد؟ قالوا: كلمة (عجاب) كما في قوله تعالى: (أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ).

فقال لهم: إئتوني بأبلغكم ، فأحضروا قس بن ساعدة ، وكان يضرب به المثل في البلاغة ، فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: لا تقصوا عليه شيئاً مما حدث بيني وبينكم ، فجاء قس وكان قد جاوز المائة من عمره، فقال له الحبيب: إجلس يا عماه ، فجلس، ثم قال له: قف فوقف ، فقال له: اجلس ، فجلس بصعوبة ، وقال: قف ، فغضب قس ، وقال: ما هذا يا بن قسورة العرب ، إن أباك كان رجلاً كباراً ، إن هذا لشيء عجاب ، أتقيمني وتقعدني! والحق ما شهدت به الأعداء ، لم يكلمه أحد أو حكى له ، وإن الله ليؤيد هذا الدين برجال لا خلاق لهم.

قس بن ساعدة كان بليغاً فكان يخطب في قريش وفي العرب ويقول: يا أيها الناس إن لله ديناً غير دينكم أو خيراً من دينكم الذي أنتم عليه ، ونبياً قد حان حينه وجاء وقته ، وأظلكم أوانه ، فطوبى لمن آمن به فهداه، وويل لمن خالفه وعصاه ، فبادروا إليه ، وقائل يقول: ظهر النور، وبطل الزور، وبعث الله محمداً بالحبور ، ها هو يذكره بالإسم ، صاحب النجيب الأحمر، والتاج والمغفر ، والوجه الأزهر ، والحاجب الأقمر ، والطرف الأحور.

فذلكم محمد المبعوث إلى الثقلين بالهعد الأخير من الله سبحانة وتعالى رحمة للعالمين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *