وقائع من الواقع ٦ ( المبادرة )

انتشر في الآونة الأخيرة استخدام مصطلح (مبادرة) حتى أصبح يطلق على كل عمل خيري حتى لو كان مساعدة عارضة تقدم لمحتاج ، وحتى على بعض الصدقات وعلى الأنشطة التعليمية ربما أطلقه بعضهم ، وحسابات تويتر تشهد بذلك ، والمبادرة ‏إنما هي عمل مبتكر دعت إليها الحاجة ، ولا يمنع حتى لو كان عملا ربحيا لكنه ابُتكر ليسد حاجة للناس لم يكونوا ليجدوا لها سدادا ‏وليحل مشكلة أرقت المجتمع وعانى منها ، أو لتحسين وضع لأفضل منه ، أو لابتكار يحقق نفعا إضافيا بطريقة عصرية ، ولها صفة الاستدامة ، ولا ينبغي أن تكون المبادرة من غير مشاريع ، فالمشاريع‏ حتى لو كانت صغيرة فهي المعنى واللب وهي الناتج الحقيقي للمبادرة .

وفي محافظتنا خليص نحتاج كثيرا للمبادرات المجتمعية وغيرها ، وعندنا المقتدرون على إحداثها .. لكنه من الضروري أن يكون مفهومها متوفرا عند الجميع.

والتقنية وبرامجها عند المتمكنين منها باب واسع ومنصة بارزة لهذه المبادرات، لما تيسره للمجتمع وتوفره عليه في الوقت وسائر التكاليف ، و مثال بسيط تلك المواقع التي جعلها أصحابها للبيع والشراء التي تستخدم ‏للمزادات ولعرض البضائع مع بساطتها كم قدمت من خدمة ؟ وهي كذلك لها صفة الاستدامة .

‏أفلا ترون‏ معي أننا نحتاج إلى لقاء يجتمع فيه المقتدرون فكريا وماديا خاصة من الشباب – فهم أهل عزم ونشاط – لنثري ‏فكرة المبادرة بأفكار ومقترحات ؟

وليكن ذلك بعد استعراض لمجالات مفتوحة لها واحتياجات قائمة تنتظر المعالجة بمبادرات مبتكرة ، وكذلك مبادرات التطوير والتحسين ، فهي جزء من الرؤية التي تستشرف وترسم صورة المستقبل المأمول متصفة بالاستدامة .

أحمد بن مهنا الصحفي

مدير مكتب التعليم بمحافظة خليص سابقا – مدرب معتمد في المسؤولية المجتمعية

مقالات سابقة للكاتب

6 تعليق على “وقائع من الواقع ٦ ( المبادرة )

عابر سبيل

تجولت في بعض مقالات أستاذا الفاضل فوجدتها تنبع من علم وفير ونبع مستفيض،مداده يسيل حكمة و لا أظن فيه إلا أنه علم من أعلام خليص.
لكني استغربت أن رئاسة التحرير في غراس خصصت تعريف علمنا آخر المقال ب( مدير مكتب التعليم بخليص سابقا) دون غيره من المقالات.
فهل للتعريف مغزى آخر؟

د. حمزة المغربي

مقال جميل بمضمونه غزير بمكنونه، وجيز في عباراته عميق في دلالاته، ينهل من وردٍ صافٍ عذبٍ زاخرٍ بالعطاء و رمز شامخ جمع بين الخبرة في ميدان العلم و التعليم و الإثراء في ميدان الثقافة و خدمة المجتمع، نفع الله به و وفقه و سدّده و بارك عمله و أثره.

غير معروف

كثرة المسميات وكثر الأعلام وقلّ النتاج والعطاء .. والله نسأل التوفيق والسداد والاخلاص والصدق بالقول والعمل ليتحقق البناء والعطاء في العهد الزاهر عهد الولاء والبناء والنماء

أحمد بن مهنا

لك تقديري واحترامي أخي ( عابر سببل ) أشكر لك طيب مشاعرك وحسن كلامك ، زادك الله طيبا وجمال خلق.

أحمد بن مهنا

دكتور حمزة ! هذه الكلمات عندما يكون قائلها أنت فلها معنى لاتبلغه قيمة إلا هي !
لك شكري وتقديري وودي

أحمد بن مهنا

كاتب التعليق ( كثرة المسميات …)
تفاعلك راق ، وكلماتك مثرية ، وهكذا أصحاب الفكر يثير أفكارهم
مايقرأون فيزيدونه حسنا ،شكرا لك ، تقبل تحيتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *