حقوق الأصدقاء

قطعنا جميعًا مسافات عدة حتى غدونا قريبين من فرحة صديقنا صاحب الرقم 10، وذلك لأنه العاشر من يتزوج من الشلة؛ التي بدأت بنهاية المرحلة الثانوية ..

كنت الأوفر حظًا بأول من يعقد قرانه، وأتوج بالرقم 1 لولا الجحفلة التي سبقت زواجي بأسبوع؛ وتزوج أحدهم بنفس مكان العرس..

كنا لا نزال نؤدي حقوق الأصدقاء من فزعات، وتجميع للاموال، وتقديم الخدمات لمن هو بحاجة اليها .. هي كذلك ..

لكن التي استحدثت من حقوق الأصدقاء، والتي لا مفر منها؛ هي (المقالب) التي لولاها لكان الملل قد تسلل، وتفرق كل منهم نحو وجهته دون أن يكترث بالصداقة ..

المقالب ملح الصحبة.. وبهارات العلاقة.. كثرتها تضر؛ كما كل شيء في الحياة.

الا أن البعض يرى أن المقالب بين الاصدقاء (اعتداء)، والمزاح قلة أدب، والضحك خارق للمروءة !!!

وصاحبنا الرقم 10 كان ممن تشبع بهذه الأفكار المتحجرة، والتي بدورها جعلته يؤلب أهل بيته على أصدقائه حتى لا يتمازحون معه، أو يدبرون له (المقالب) في زواجه فتحصن ببعض إخوانه، وجعل يهدد بالعقال والعصي ممن يفكر في تدبير مقلب يضفي قليلٌ من المرح في زواج معتّم كئيبٕ لا يحضر فيه زوجات الأصدقاء ..

يقول الشافعي: ليس من الأدب إظهار الوقار في البستان ..

ذلك أن الذي يقول: أنه لا يضحك في جَمعةٕ عائلية حتى لا تخدش هيبته .. أو ذاك الذي يصنف مقالب الأصحاب اعتداء ؛ ألا متى تستمتع بالحياة إذًا ؟!

نقطة ختام :
حقوق الأصدقاء لم تأت مسطرة في كتاب ديستوفسكي أو جورج اورويل .. لكن الواضح أن حق الصديق على الصديق؛ أن يتحلى بروح رياضية حين يحاول المزاح بما لا يخدش الصحبة ..

سعد نسيم