لحنُ الوفاء

موقف يستحق الإشادة والتأمل والذكر والشكر

يستحق أن نقف على أعتابه كثيرا … وأن نتأمل النصوص الشرعية والأحاديث النبوية
والوصايا والدروس والعِبر التي وردت بشأنه

ألا (( وهي حقوق وواجبات الجار )) وتتجلى الصورة وتتضح في الموقف الذي أعلنه وتبناه بعض الجيران تضامناً ومواساة لجارهم أثناء تنفيذ جدول العيد والمعايدة في أحد أحياء مدينة غران .. حينما (اعتذروا عن إقامة عادة العيد) وهو موقف يعتبر منهجا منسجما ومتضامنا تماما مع النصوص الواردة في حق الجار ومكانته الاجتماعية.

قال تعالى «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ

وقال عليه الصلاة والسلام
واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ. قيلَ: مَن يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: الذي لا يَأْمَنُ جارُهُ بوائقَه
( متفق عليه )

—اكتفي بآية وحديث لأن النصوص والأحاديث التي تبين حقوق الجار وواجباته كثيرة والتوصيات والشواهد أكثر وأكثر ولا يمكن أن نحصي ذلك في مقال أو سطور معدودة

فلا مجال للتهاون والتخاذل في تنفيذ أوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ….في حق الجار

فما بالك إن كان الجار من ذوي القربى ومن ذوي الأرحام ،
لماذا لم نتذكر حقوق أقاربنا وأرحامنا وجيراننا
ونشاركهم أتراحهم كما نشاركهم أفراحهم؟
لماذا بعضنا لاتؤثر فيه المواقف والأحداث
ولا يُقيم للحق إنصافا وعدلًا

فهل نسينا حقوق الجار ؟؟. أم تجاهلنا الفاجعة التي حلت بجارنا؟؟
كيف أقمنا الأفراح وأكلنا وشربنا على دموع وأحزان جارنا ؟؟
كيف نحرنا الضمير وقتلنا الإحساس وأغتلنا المشاعر ؟؟
— هل أمنا أن يصيبنا ما قدره الله وأصاب جارنا ؟؟
حاشا لله فقضاء الله وقدره لايرد .. يصيب به من يشاء وفي أي وقت يشاء
سبحانك اللهم.
رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا

إن الإسلام
شرع للجار حقوق وواجبات بصرف النظر عن من يكون الجار
وإن أبسط تلك الحقوق
السلام عليه، واحترامه،
وبشاشة الوجه عند لقائه ، و عيادته في المرض ومشاركته في أفراحه ومناسباته
ومواساته عند المصيبة ،والتجاوز عن زلّاته،
وغض البصر عن محارمه، وعدم تتبّع عوراته ، والدعاء له، والرفق به،
والستر عليه إذا ظهرت منه معصية وتقديم النصيحة له في دينه ودنياه والمشورة عليه بالخير.
وزيارته وتفقّد أحواله والسؤال عنه وتلبية دعوته.

—- وفقني الله وإياكم للقيام والوفاء بحقوق الجار وكتب لجارنا الأجر والمثوبة وعظم الله أجره
في فقيدته وأسكنها الفردوس الأعلى من الجنة
إنا لله وإنا إليه راجعون.

مقالات سابقة للكاتب

6 تعليق على “لحنُ الوفاء

ناشي حميدان الصحفي

أخي العزيز، ابا هشام ،من هنا أقول لك جزاك الله خير الجزاء.. على كل ما ذكرته في حق الجار، فلك منا كلّ الثناء والتقدير، تعجز الحروف أن تكتب مايحمل قلبي من تقدير واحترام لشخصكم الكريم، مليئة بالحبّ والتقدير لكم🌹🌹

غير معروف

للاسف لقد تشاورو الكبار وللاسف لايوجد كبير وحكيم ..صارت حالات مماثله في غران وعملوا العيد وارسلوا طعام لاهل الميت وهذا قمة التضامن مع اهل الميت انك ترسل صحن ولا صحنين ولا ثلاثه..اخي ابو هشام ..احنا نجتر مافعله ابائنا وكانه قانون منزل لايمكن ان نتخطاه ..تنطبق عليهم الايه( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا )الوقوف مع الجار ليس بالصحون ولا بالمواساة بل الوقوف معه بان نحس مايحسه جارنا وتقف معه ..ولكن للاسف …اتمنى نشر التعليق

ر.ي

نعم حق الجار عظيم ومعنى كلمة جار هو كل من جاورك سوا في الصف الدراسي او دار الإسكان الجامعي او زميل العمل او المجاور لدارك في الحي الذي تسكنه ، والجار له حقوق منها عدم اذيته قولا او فعلآ ومساعدته عندما تضيق به الدنيا ويكون محتاج ومواساته بالقول في الشدائد .

عبدالمحسن عبدالغني الصحفي

لا فض فاك اخي الغالي ابو هشام ولايستغرب مافعله أهل العيد من تأجيل عيدهم ومواساة جارنا في مصيبته نسأل الله له الصبر والسلوان والأجر والمثوبة انا الله وانا ليه راجعون

ابومعاذ

لانتفق مع الكاتب وفقه الله في جميع ماذهب
إليه ونأمل ان لايفسد هذا الإختلاف في الودي قضية
لاشك ان حقوق الجار في الإسلام عظيمة ويكفي ماورد
في ذالك في الصحيحين من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها…
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: مازال يوصيني جبريل بالجار حتى ضننت انه سيورثه )
ومشاركته في افراحه وأحزانه من اولى الأولويات
وخاصة اقاربه من الدرجة الأولى كالأخ والأخت
والعم والخال وابنائهم . ولهم الحق اصالةً
اما الرفاقة والجماعة فهم وقد شاركوا في العزاء
صلاةً وحضوراً فقد أدوا ماعليهم .. وقد عملوا بوصية
النبي صلى الله عليه وسلم ( إصنعوا لآل جعفر طعام )
ثم المشاركة الوجدانية في ايام العزاء فلاضير عليهم
وجزاهم الله خير الجزاء
ولكن … ماذكر من تأجيل فهو الغاءً وليس تأجيلاً
لان التأجيل يكون لأجلٍ مسمى وهذا مالم يحدث
ويدل على رجاحت ماذكر بحق الفئة الأخيرة
ان العرف معتبرٌ في الشرع لاسيما انه لم يخالف
نصاً شرعياً او قاعدةً من قواعد الشريعة
وماتعارف عليه الأباء والأجداد فيما مامضى
وسبق ان العيد يمضي ويقام بحقهم اي الفئة الأخيرة
ولاعذر لهم في الإلغاء … هذا رأي وقد ذهب اليه
الكثير من اهل الحكمة والمعرفة ومن نعرفهم
من القبيلة ونسأل الله التوفيق والسداد

ابو محمد

ابو معاذ
اعتقد ان الحكمة هنا ظلمت وجني عليها بالرجال الذين ذكرت وأنهم اهل معرفة ودراية
ومع احترامي لطرحك وفكرك حول الحالة التي كتب عنها الأستاذ سعيد الصحفي ومع انني ممن يقدرون ويحترمين الراي الآخر الا انه هنا اختلف معك شكلا ومضمونا وشرعا وعرفا وعبادة وعادة
اخي الأمر هنا يتعلق بين مجموعة ترتبط بينهم اواصر الرحم فهم مابين اخ واخية واخت واختها وجار من ذوي القربى الجدار بالجدار
اخي العيد ان تم الغاؤه فسوف يعود بإذن الله اما المشاعر الإنسانية الإسلامية ان رحلت ستغادر وتترك آثارها لا تمحوها عودة الأيام

وفقني الله وإياكم
كل الاحترام والتقدير لك ابو معاذ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *