تباً لهذه الحذاء !

النقد أو النصح مهم لتقدم أي إنسان وتطوره..

النقد ذلك الدواء المر ولكنه العظيم الفائدة إن استوفى واستكمل شروطه..

إن الجرعة الواحدة الغير مخطط لها من النقد قد تقتل طموحاً عالياً في الإنسان البسيط فما بالك بالكثير منه..

حذاء لعينة أنتعلها كانت سبباً في توجيه شخصين لي النقد مراراً وتكراراً..

أحدهم قال لي “بأن هذه الحذاء قد لفت المملكة! “كنت أعلم أنه حان وقت تغييرها ولكن كان بها رمقاً من العطاء كنت في أمس الحاجة إليه..

والذي لا يعرفه هذا الجيل المترف المُرَفّه أنه منذ عقدين من الزمن مضت كنا نُصلح أحذيتنا التالفة بغرزها بالمسامير الحادة على أطرافها وكانت تلك المسامير تؤذي أقدامنا وتجرحها ولم نكن نخجل من ذلك ولم نتأفف وكنا سعداء على الرغم من المعاناة التي كنا نعيشها..

كنا نتغلب على ظروف الفقر والفاقه ونساعد آباءنا بأنفسنا حتى لا نكون عبء عليهم ونتجاوز صعوبات وتحديات الحياة بكل إعتزاز وصبر.

للأسف نحن في هذا الزمن جبلنا على نقد الآخرين بينما نغفل عن نقد ذواتنا وأمورنا الخاصة وهذا يدعوا للتعجب كثيراً!؟.

إن خلف هذه الحذاء إرهاصات مادية أمر بها فعلاً في هذه الأيام ، لتلك الإرهاصات أسبابها ولكن هذه الحقيقة التي وصلت إليها.

(الناس تريد أن يكون ظاهرك أنيقاً وثميناً حتى لو كنت تتمزق وتتألم من الداخل).

لن يستطيع أحد معرفة حقيقة الأشياء إلا إذا أوقف لسانه وتبين التفاصيل بقلبه وعقله.

بيتي الجديد وضعت فيه أثاثاً مستعملاً أهداه لي أحد أخوتي، ولدي الحبيب يريد آيفون آخر إصدار و مدرسته الخاصة لم أسدد رسومها إلا مؤخراً، أضحية العيد كانت بالدين من عند قريب لي..

أمور كثيرة مالية وقفت أمامها عاجزاً.. إنني لم أكتب هذه المقالة حتى ترثي حالي أو تشفق علي أو تتصدق علي أيها القارئ الحبيب ولكني أبين لك حقيقة مررت بها وقد يمر غيري بكثير من الحقائق التي تظل غائبة عن فهم واستيعاب الآخرين حتى من أقرب الناس إليك؟!

سباق وتنافس محموم بين البشر لكماليات الحياة حتى نرضي عيون الآخرين وننال إستحسانهم حتى ولو كان ذلك على حساب أولوياتنا وضروريات الحياة. متى نتوقف عن إطلاق النقد واللوم الغير مبرر ونتشارك مع الآخرين معاناتهم ونتعاطف معهم بدلاً من زيادة ضغوطاتهم ومعاناتهم..

تباً لهذه الحذاء لأنها صمدت طويلاً في أصعب الظروف التي أمر بها. وداعاً.

 نوار بن دهري
[email protected]

مقالات سابقة للكاتب

3 تعليق على “تباً لهذه الحذاء !

أبوعابد

مبدع في أسلوبك المنمق وطرحك الجميل
لامست قلوبنا بهذه المقالة الماتعة
صحيح كل ما ذكرت نحن للأسف في زمن الترف
نسأل الله أن يعطينا خيره ويكفينا شره فما بعد الصعود إلا النزول

ابو سلمان

لا فض فوك

بدوى اصيل

زمان كانت النوايا بيضاء والقلوب طيبه وعندهم تكافل إجتماعي بالدعاء يدعون لانفسهم ولجماعته بالبركه والرزق والخير وما ينقدون الا التصرفات الخاطئة بأسلوب محبب وبعيد عن الاخرين وعندهم شي ما نعرفه للاسف هذا الزمن جبر الخواطر كل واحد حسب استطاعته بالكلمه الطيبه بالدعاء بالتوجيه وعلى سالفه الحذاء مر عليه موقف ما انساه كان عندي موعد مع دكتور ما لقيته الا بالشفاعات والركعات ورحت المستشفي قبل الموعد وصلت وكان وقت صلاه العشاء والمسجد قريب من المستشفى قلت اصلي العشاء جماعه والحق الموعد بعد الصلاه ما لقيت الحذيان وجلست الين اخر واحد طلع والمصيبه اللي اخذ الحذيان ما ساب حذيانه وما قدامي الا حل واحد اشوف محل احذيه ومن الزعل قفل مخى اي والله ومن شارع في شارع ولا وقفت الا في سوق المساعدية انعميت نزلت حافي ومن التقفيله دخلت محل احذيه حريم. ومن العجله ما ركزت قلت عطنى حذيان مقاس ٤٠ قال عاوزها كعب عالي. ابوك يا الولد تهبا وطبيت في حلقه رجال وتقول ليه كعب عالي المصرى بطران برك فوقي والله ما قدرت اتنفس بعطيه روسيه ضربه راس فيل وبرك فوقي فكوا بيننا عيال الحلال ويوم علمهم اللي يقول اعذروه ماهو بعقله واللي يقول اللي قاله المهم رجعت حافي ومكفخ وثيابى مقطعه وضاع الموعد حق الدكتور جلست سنه ادعي على اللي سرق حذياني الحرمه انفجعت اش صار قلت جايك من الفلوجه وعلمتها بالسالفه قالت من زينها هو الخسران كسب ذنب على الفاضي والله حسيتها في نص الجبهه وقالت الثياب وش قطعها قلت مريت الجم وتمرنت هناك وسالفه الظروف الماليه كلنا معرضين لها شوفنى اقسط في ونيت للحين ما استفدت ريال واحد جاني صاحب وصديق وقال البارح كنت في الاستراحه وسمعت الشباب يتكلمون عن السوق الامريكي تشترى السهم من هنا دقايق والسعر دبل الرياجيل عينوا خير ما رقدت ذيك الليله اطرح واجمع واكسر واقسم ما بطول السالفه اشتريت ونيت بالاقساط وبعته وعطيته الفلوس قلت من ذمتى في ذمتك ادرا عليها وأن شاء الله ما انساك اشرهك اااه الدبيشه دبيشه واللي سلم دقنه للرجال يحلقونها اسبوع واتصل عليه بشر قال فيه موجه تصحح الاسهم اقبض ارضك وابشر بالخير وفلان هذا العليمي حقنا يقولك ان شاء الله الامور طيبه الحاصل تفقعت الاسهم وأكلنا هوا حظ متدحدر والله يا مضت عليه مواقف ما نقول غير الله يخارجنا منها على خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *