ملك يعشق القراءة والكتب

🖋️ كلما حضرت مناسبة تحث على القراءة أو معرضاً للكتاب تذكرت كلمة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله عن أهمية القراءة وذلك في لقاء ممتع له (١) قد حضرته في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، يوصي فيه بكثرة القراءة والاختلاط بأصحاب الفكر النير والاحتكاك بالمتميزين لإثراء ثقافتنا فيقول :

“أنصح الشباب بالقراءة ثم القراءة ثم القراءة والاختلاط بأهل الفكر النيّر وأنصح أبنائي أن يكثروا القراءة حتى تتسع أفكارهم ويستفيدوا”.

هذه نصيحة ثمينة وغالية ، ووصية من “ملك” شغوف بالقراءة والاطلاع ، وعاشق للثقافة والأدب ، ومحب للتاريخ والمعرفة.

وقد نشأ سيدي خادم الحرمين الشريفين في بيئة تعتني بالقراءة والعلم فوالده الملك عبدالعزيز – رحمه الله – كان يعقد عدة مجالس عامرة بتلاوة القرآن الكريم وقراءة العديد من الكتب الشرعية والتراثية من قبل علماء أجلاء ؛ مما كان له الأثر البالغ في حبه للقراءة وتكوين شخصيته العلمية حتى أصبح قارئاً من الطراز الأول.

ولا أدل على ذلك من “مكتبته الخاصة” ومحتوياتها العديدة من الكتب والمخطوطات والموسوعات والمصاحف والدوريات والتحف وغيرها.

ناهيكم عن الكثير من الكتب التي قام بطباعتها على نفقته الخاصة لتوزيعها على طلاب العلم والمكتبات والمراكز البحثية ، وتشجيعاً أيضاً للمؤلفين ودعماً لهم .

وعليه يتبين لنا مدى حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان على القراءة واقتناء الكتب ؛ لإيمانه بأن القراءة تساعد في بناء الأجيال وتثقيفهم وتوعيتهم ورفع الجهل عنهم ، ولكونها غذاء للروح وتوسعة للمدارك وسببًا في تحصيل العلم النافع.

وأول ما أُمر به النبي صلى الله عليه وسلم من ربه عزوجل ؛ وأول ما نزل من القرآن عليه كما في قوله تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ .

ولأن مملكتنا عزّ ونماء فهي تسعى للتطور والبناء، متخذة كل طريق نحو ذلك، والقراءة هي إحدى طرق الازدهار والرقي نحو التنمية.

إن جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان كانت ومازالت تحث على رقي الشعب ؛ ليكون في مصاف الشعوب المتقدمة فكريًا وحضارياً.

من همةٍ عنْ (طويقٍ) كان مبدأُنا
حكايةُ الحزمِ نرويها إلى الكتبِ

(سلمانُ) مجدٌ وربُّ السيفِ قائدُنَا
مليكُنا الشهمُ يحيا مَعْدِنُ الذَهَبِ

(سلمانُ) (سلمانُ) تسليمٌ لحاكِمِنا
من أولِ النورِ حتى قمةَ السُّحُبِ

(محمّدُ) العهدُ دربُ العزمِ وجهَتُهُ
سقنا الولاءَ له في الشعرِ والخطبِ

(محمدُ) العزِّ والتاريخُ يكتبُهُ
سمحُ اليمينِ تولانا  لخيرِ أبِ

قمْ يا (محمدُ) مثلُ الصبحِ ترشدُنا
وثقْ بأنَّ خُطَاكَ البيضَ في الهُدُبِ

يا شعبنا الحرَّ كونوا للوفا مثلًا
فأرضنا قبلةٌ للدينِ والأدبِ

أدمْ علينا أيا ربِّي سعادتَنا
بالخيرِ  رائدةٌ من أطولِ الحِقَبِ

هانحن اليوم نشاهد صروح العلم في كل مكان من مدارس ومكتبات ومعارض للكتب في كل منطقة من هذا البلد العظيم، بلد كرّم العلمَ والعلماء وجعل الحرمين أحد مناهل العلم لطلابه، حيث يدرس فيه وُيدرّس كثير من طلاب العلم من مختلف الدول، ومن هذه المملكة الرائدة بتوجيهات حكيمة من القيادة الرشيدة، والتي تسعى لنشر العلم والثقافة..

ومع التقدم الذي ساد دول العالم العظمى جاءت مملكتنا لتكون في مصاف تلك الدول، بل في مقدمتها لتعتني بالقراءة والمكتبات الإلكترونية، وربط ذلك بالتعليم الإلكتروني.

فهذه الجهود التي نراها تزداد يومًا بعد يوم لهي أكبر دليل على عناية خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله – بالوعي في شتى صوره، ولن يكون ذلك الوعي إلا بتلك الكلمة التي رددها حفظه الله قائلًا( القراءة ثم القراءة ثم القراءة).

إن تلك القيادة الحكيمة من لدن خادم الحرمين الشريفين و ولي عهده الأمين ( أمير الشباب) الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله جميعًا، تنبئ عن قيادة بالعلم والحكمة، وبالتالي نحن نرى اليوم أثر تلك الثقافة على مختلف جوانب التقدم والحضارة ، فمن القراءة انطلق ذلك كله في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والفكرية .

وهنا نحن ننعم بحمد الله بقيادة حكيمة تسعى في سبيل التقدم والازدهار عامًا بعد عام، وجيلًا إثر جيل .

🔘إضاءة :
القراءة وعي، وحينما تكون اهتمام ملك فهي وعي للشعب، ولكل جوانب الحياة..

الإثنين ٢٦ صفر ١٤٤٥هـ
بمكة بلد الله الحرام

——————————————————
وقد كتبت عن هذا اللقاء في حينه مقالاً ينظر له في كتابي “مداد قلم” والذي طبع مؤخراً بدار ابن الجوزي وسيكون بمعرض الكتاب بمشيئة الله تعالى.

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *