هي تلك العاشقة السمراء ذاتَ الرائحةُ المنعشة بطعمها الجميل ولونها القاتم والتي تُلهم كل قارئ وكاتب .
فعندما أرتشف كوباً منها أحمل قلمي فتشرق كلماتي في ثنايا أوراقي بالعديد من العبارات الملهمة والكلمات الهادفة .
وقد كنت أسير إلى مقهى قريبٌ من منزلي حيث تفوح هناك رائحة قهوتي المفضلة فانتقي ركناً هادئاً في زاوية المقهى للجلوس في تلك الأجواء الهادئة لارتشف قهوتي السمراء وأبدأ في كتابة مقالتي .
ومما يميز هذا المكان الرائع أن أغلب رواده يقضون أوقاتهم في إنهاء أعمالهم فيدخلُ الواحد منهم وهو يحمل حقيبته وأوراقه وجهازه ” اللاب توب ” لإنجاز مهامه .
وقد لفت نظري وجود أرفف من الكتب المتنوعة منها كتب ثقافية وأدبية وروايات قصصية .
فما أجمل العزلة مع كوبٍ من القهوة أثناء الكتابة والقراءة مما يأخذني إلى عالم من الفكر العميق ويزيد في التركيز فتتدفق الأفكار وتنساق الكلمات لتخرج في قالب مقالة .
وحبذا أن يأتي الإنسان بين فترة وأخرى ليرتاد فيها زيارة هذه الأماكن للقراءة والكتابة .
وعندما أقوم بصنع قهوتي المفضلة فإنّ ذلك يرمز إلى مزاجي الجيد وخاصة عندما اتبعه بقراءة كتاب مفضل لدي أو كتابة مقالة أو خاطرة فيأخذني ذلك إلى عالم الخيال حيث الدفء والحكمة والتأمل ، فيمتزج عبق القهوة ورائحة الكتب ليتناغما معاً في أجواء هادئة وجميلة .
فكوبٌ من القهوة كفيلٌ بصنع المزاج الجميل لتصنع لك وقتاً جميلاً في عالم من الخيال والجمال ،فبعض الكلمات تُكتبُ من الخيالِ ، فتطوف حولنا بأجمل النبضات ، وبعضُها تُكتبُ بشوقٍ فَنضعها مع قهوتنا لتكتمل النكهات ..
وحين يمتلئ صدرك بالكلام ولا تجد من يسمعه أعتزل الآخرين مع قهوة وكتاب فتجد الراحة والأُنس والسعادة .
فالكتب الجميلة والهادفة من أحب الأشياء إلى قلبي وهي مصدر للأنس والسعاد والآثر الأكثر بقاءً على الزمن فتحية إجلال لأصدقاء الكتب والقراءة والقهوة .
وما شَاخَ الحَنينُ بِقَلبِ صَبٍّ
بِهِ الأشواقُ ما فَتِئَت تَشِبُّ
كتبتُ رغائبي شِعرًا، فذَابَت
بِرَشَفةِ قَهوَةٍ مَع مَن أُحِبُّ
وها أنا الآن أُمسك بقلمي لأكتب عنكِ أيتها السمراء الفاتنة فقد فاق جمالكِ على الجمال فأنت صانعة مزاجي وسر سعادتي وجليسة وقتِ في كل لحظة .
فعلى من ينشد الإبداع والتألق في الكتابة والقراءة أن يبحث عن مثل هذه الأجواء ذات النكهة الممتزجة مع عبق الكتب وآصالة القهوة ..
سكبت القهوة السمراء
في أكواب أشواقي
تجلى طيفكم فيها
فأضحت لي كترياق
يفوح البن يرسمكم
خيالا بين أحداقي
فخلت الكوب يحملني
لذكراكم بلا ساق
وحين سرى حنين الشوق
والذكرى بأعراقي
فزدتم من حلاوتها
وطرتم بي لآفاق
وماوالله أنساكم
فسكناكم بأعماقي
🔘خاطرة :
نحن البسطاء جداً نختنق بـ كلمة ..
ثم نتجاوزها بـ رشفةِ قهوة ..
منى الشعلان
مقالات سابقة للكاتب