أهوى الهدوء مع نسمات اللّيل وصوت موج البحر وهي تجاري حركات الهواء الهادئة ، كأنها تحكي كل مافي خواطرنا من مشاعر دافئة وأحاسيس جياشة.
فصوت موج البحر مع هدوء اللّيل يأخُذنا إلى عالم الجمال بنسماته العليلة التي تفوح منها عطرًا يؤنس القلب ويزيل الهم ويريح النفس من متاعب الحياة .
ومع انسجامي لهدوء اللّيل ونسمات هوائه العليلة وإطلالة القمر بضوئه على شاطئ البحر بدأت السير بخطوات متثاقلة على رمال البحر الناعمة الطرية وملامسة قدماي أمواجه الهادئة وهي تتلاطم في تناغمٌ عجيب ، حتى شَعرتُ ببرودة المياه تسري في جسدي ونسمات الليل تداعبُ وجهي ، أخذتُ نَفَساً عميقاً، استنشقت فيه ذلك العبير الذي أختلط فيه مياه البحر برماله ، ثم جلست بهدوء على شاطئه بعد ما قطعتُ مسافةً طويلة لم أشعر بها وذلك لجماله وقد خيم السكون على المكان وكنتُ أتأمل جمال البحر وانعكاس ضوء القمر عليه وكأنه يخاطبني ! .
تصبح نسمات الليل مع موج البحر وتلك الأضواء الخافتة من الأجواء الجميلة التي تنعش الروح وتذهبُ بك إلى الذكريات الجميلة ، ففي سكون الليل وهدوءه تهبُ نسمات لطيفة تداعب الوجدان ومع موج البحر وتحت ضياء القمر تتجلى المشاعر.
على بساط اللَّيل نسري بالأحلام
ونسامر نجوم السماء بالأماني
فلا شئ يضاهي الجلوس في هدوء اللّيل على شاطئ البحر ومداعبة أمواجه مسامعنا وجمال منظر السماء في اللّيل مع ضوء القمر وهو منعكس على مياه البحر ، فله متعةٌ خاصة تجعل القلب يهدأ ولا يفكر في شئ سوى جمال المنظر أمامه .
فسبحان من أبدع الليل وجعل فيه كل هذا السكون .
ولله در الشاعر العراقي معروف الرصافي حين قال :
البحرُ رهوٌ والسماء صاحية
والفخت في الليل شبيه السديم
والبدرُ في طلعته الزاهيه
قد ضاحكَ البحر بثغر بسيمْ
والصمتُ في الانحاء قد خيما
فالليل لم يَسمع ولم يَنطق
والبدرُ في مفرق هام السما
تحسبه التاج على المفرق
اغرق في أنواره الأنجما
وبعضها عام فلم يغرق
منى الشعلان