لِمَ الحزن ؟!

يعيش الإنسان في هذه الحياة متنعمًا بمارزقه الله من النعم ، إلا أن أكثر مايتعبه ويقلقه ويكدر صفو حياته شعوره بالحزن أحيانًا ، ذلك الشعور الذي ينتابه ويلج إلى قلبه مما يجعله شارد الذهن يقلب كفيه متجولًا بناظريه في الحياة .. في المواقف .. في الأشخاص .. وذلك عندما لا يتحقق له مراده في مطلوبه ، أو تتعسر له طلباته ، أو لا يجد من يسمع له أو يحترم وجهة نظره ، وغيرها من الأسباب الحسية والمعنوية ، وكل هذه الأسباب تدفع به للحزن ، فنراه وقد ذهب منه الحزن كل مذهب ، وبدت علامات الأرق والهم على وجهه؛ فبدا شاحبًا خاليًا من رونق الحياة ومن نظرة التفاؤل وإشراقة الأمل ، مؤثرًا على ساعات نومه وعلى علاقاته بالأخرين ، بل حتى على عمله وإنجازاته .. بل تجده وكأن الدنيا قد أغلقت أبوابها في وجهه ، فيظل أسيرًا لهذا الشعور متاثرًا به صحيًا واجتماعيًا لأنه شعور مدمر للإنسان..

وهنا لنا مع أنفسنا وقفة كلنا بحاجة لها .. فلو علم الانسان أين يكمن الخير ما استبد به الحزن ولا استولى عليه الأسى .

إن اختيار الله لنا هو أعظم بكثير من اختياراتنا بل وأنفع لنا ، وما منع الله تعالى عنا أمرًا إلا لخيرٍ لنا هو أعلم به منا ، ولحكمة غيبية هي ولاشك أنفع لنا وأجبر لكسرنا .. فالله سبحانه وتعالى واسع العلم والحلم واللطف بعباده ..

لذلك يجب علينا أن نروض نفوسنا ونهذبها على أن تعيش لحظات العمر في راحة بال وثقة بما عند الله؛ متيقنةً بذلك الخيرية راجيةً للثواب منه تعالى .. ومتى ما تهذبت نفوسنا عاشت بصحوة ضمير مسلمة لله الأمر كله ..

فلا تحزن إلا على ما يستحق الحزن بالفعل وهو ذلك الوقت الذي قضي في غير طاعة الله !! .. ذلك الوقت الذي تغلب فيه الشيطان على النفوس وكأنه لا رقيب عليها !! ، وهذا أخوف ما نخاف منه على نفوسنا ، فالشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، فتعهد النفس بالتهذيب والصلة مع الله هو المحك الذي على ضوئه نحدد مسار حياتنا ، فنعيش في ظل طاعة الله ، تلك الطاعة التي بها تستلهم النفس الطمأنينة التي فقدها من سلكوا طريقًا غير طريق الإيمان .. فبالإيمان بقضاء الله وبحكمته في تدبير أمورنا يتحقق الرضا الذاتي الذي هو نقطة الانطلاق لنجاحنا بسائر أمور حياتنا..

وفي كتاب الله ما يشبع النفس ويحقق لها كل المنى .. أسأل الله أن يغفر لنا تقصيرنا وأن يتجاوز عن ذنوبنا ويهدينا سبل المؤمنين .. وصلى الله وسلم على صفوة العالمين والحمدلله رب العالمين.

 

نويفعة الصحفي
[ مشرفة التربية الإسلامية بمكتب تعليم خليص ]

مقالات سابقة للكاتبة:
– القرآن يصنع أمة 
– إليك مع التحية

مقالات سابقة للكاتب

19 تعليق على “لِمَ الحزن ؟!

أم بدر

صدقتي أستاذة فمن يؤمن بقضاء الله وقدره لن يتسلل الحزن إلى قلبه

ابراهيم يحيى ابو ليلى

عندما تكون النفوس كبيرة تستشعر ما بالآخرين من حزن فهي لا تعيش وحدها بل تحاول ان تتلمس ما في انفس الآخرين بكل حنان كما يفعل الطبيب المخلص بمريضه يجس منه مكان الالم ليعالجة رحمة به وشفقة عليه وهذه الكاتبة بحق صنعت نفس الشيء باؤلئك المحزونين وحاولت بكل رحمة المؤمن الذي يحدب على أخيه المؤمن ويواسيه ويمسح عنه دمعة الحزن نعم لقد صدقت الكاتبة بالايمان كل شيء يزول كل متاعب الدنيا ومصائبها بالايمان تزول فبدون الايمان لا يكون هناك طمانينة وراحة للنفس الانسانية وصدق الشاعر الباكستاني محمد اقبال حين قال … اذا الايمان ضاع فلا أمان
ولا دنيا لمن لم يحي دينا
ومن رضي الحياة بغير دين
فقد جعل الفناء لها قرينا…
تحية اكبار واجلال لهذه الكاتبة الفذة الاستاذة نويفعة نفع الله بها المسلمين والشكر موصول لهذه الصحيفة الرائدة التي تنتقي لنا الكتاب والكاتبات المميزين … فجزى الله الجميع خير الجزاء.

مريم الحربي

عرفناك مشرفةً رائعة وصاحبة إنجاز اروع
لو كتبت وقلت وحكيت لن استطع اوفيك حقك فأنت بحر من العطاء ونهر متدفق من سموا لأخلاق
عرفناك فاحببناك وتعاملنا معك فزاد احترامنا وتقديرنا لممر
لم الحزن وبمجتمعنا امثالك
لم الحزن الخير نهر يجري من بين بيوتنا
لم الحزن بتعليمنا واشرافنا مثلكً نبراس يستضاء به
لم الحزن والله معنا وسيهدينا الى الحق ويبعدنا عن الباطل

استاذة نويفعة كم نحن فخورين بمدارس خليص انك بيننا

ام فارس الصحفي

مقال رائع من أستاذه رائعه
ليت معاني عباراته تتمكن من قلوبنا كما تمكنت ألسنتنا من الاستمتاع بقراءة كلماته
جزاك الله خيرا أستاذتي

أم عبدالعزيز الحربي

جزاك الله خير استاذة على ماطرحتي من فكر راقي

مشرفة تربوية

نفتخر انك أستاذة نظيفة تنتسبي لمكتبنا.نعم الزميلة ونعم المشرفة منك وبك نقتدي ونتعلم ولا حزن ولا كدر وينبوع السعادة يتدفق حرفه وينثر جميل كلماته هنا وهناك
شكرا استاذتنا . وبك نرتقي

غير معروف

رائعة كلماتك استاذتنا الغالية كم من الحزن يمتلك قلوبنا على امور في حياتنا و يغيب عنا انها امور اختارها الله لنا ولكن لقصر نظرتنا لا نعلم اين الخير فيها
كلماتك استاذتي في صميم حياتنا وسلوكنا اليومي وتعاملنا مع ما يحدث لنا في هذه الحياه نتمنى ان نلجاإلى الله دوما ونقوي صلتنا به وهو ما سوف يشعرنا بالامل و السعادة دام نبض قلمك بكل خير

الام الحنون

ما احوجنا لتلك الكلمات استاذتي الغاليه فكم من الاحزان التي تمر بنا وتعصف براحتنا ونصبح ونمسي فيها ولا يخرجنا منها الا رجوعنا إلى الله
فعلا لابد من تذكير بعضنا أن مايكتبه الله هو الخير لا نستطيع ان ندركه بسبب قصور نظرتنا لذا علينا أن نستسلم لامر ربنا
سلمت يمناك ودام نبض قلمك بالخير

جوهرة الصحفي

لقد تحدثتي عن ركن مهم من اركان الإيمان وبه تحصل الراحة والطمأنينة
مقال رائع من شخصية رائعة بارك فيك وزادك علما وفضلا ???

معلمة - المغربي

إذا كل مشرفاتنا على ما انت عليه فنحن وبناتنا بخير
لقد عرفتك عن قرب . وتعاملت معك فوجدتك انموذج يحتذى قولا وفعلا.
ولو ذكرت اسمي لربما تسلل لبعض الأنفس المريضة بالظن السيء و صاحبة الأهواء ان لي هدف وغاية.
فأترت عدم ذكر اسمي
انت استاذة يضرب بك المثل في البذل والعطاء ورقي الأخلاق وفن التعامل مع الآخر وحبك للكل بدون استثناء فلله در اب رباك وام انجبتك.

سلطان

قال تعالى (فعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم)

أ.محمد العواد

بارك الله فيك ..
تميز وإبدااع من أستاذة قديرة ..
كلمات ومقال رائع من قلم وفكر راقي ..
نعم كم نحن بحاجة إلى مثل هذه الأقلام النبيلة والعقول النيرة
والمقالات الهادفة التي تجسد واقعنا ومجتمعنا
فالانسان والعقل البشري قد ينتابه بعضاً من الحزن ويشعر به ولكن لابد
من الإيمان بالقضاء والقدر فهذه أقدار قدرها الله لنا ولابد من الصبر واحتساب الأجر
عموماً سلمت يداك وماكتبت ووفقك الله وأدامك ذخرا وفخراً …

محمد الرايقي

نشكر كاتبتنا على مقالتها الرائعه والمحفزة على الفرح ونبذ الحزن
إلا أن الحزن ليس عيبا ولا مسبة بل هو غريزة تظهر مع المواقف التي توجب هذا الحزن
ولن تخلو مشارب الحياة من حزن وفرح وهم وسعادة
وكلنا يعرف أن سعادتنا وفرحنا في القرب من الله والتمثل باوامره
إلا أن هناك سويعات نسترقها من الزمن لنظهر جوانب من الحزن
من أجل أن ترتاح نفوسنا وقلوبنا من بعض الهموم والمشاكل
مع خالص الشكر للكاتبه

أمل الصعيدي

تلوح في سمائنا دوما نجوما براقة لايخفت بريقها عنا لحظة واحدة .. نترقب إضاءتها بقلوب ولهانة .. ونسعد بلمعانها في سمائنا كل ساعة فاستحقت وبكل فخر أن يرفع اسمها عاليا ..
لكل مبدع إنجاز .. ولكل شكر قصيدة ولكل مقام مقال ولكل نجاح شكر وتقدير .. فجزيل الشكر نهديك .. ورب العرش يحميك

المخلص

مقال رائع ابدعت فيه الكاتبه
مزيدا من التقدم والتوفيق لك
اهم شي ان الناس تستفيد من هذا الكلام
نسأل الله ان ينفعنا بما علمنا

نويفعة الصحفي

شكر الله لكم جميعا ، وأسعدكم سعادة الدارين ، ونفعني وإياكم بكل علم نافع ، وجعلني كما تظنون وخير مما تظنون .

حلم رمادي

عندما نريد أن نواسي نصبح فلاسفة نخرج الدرر من مكنونها ..
لكن حينما نكون داخل الدائرة،
حين تنكوي بجمرة الألم ،
حين تصفعگ الأيام ،
حين تنظر تارة يمينگ وتارة شمالگ ولا تجد أحداً سوى جراحگ ،
فكل قواميس الفلسفة تختفي وكل ماكنا نواسي به غيرنا يختفي
لا أحد يريد لنفسه حزناً ولا ألماً ولا مأساة هي مجرد مشاعر لابد أن تُعاش
وتأخذ نصيبها وإلا تحولنا كالقنبلة الموقوتة نكتم كل شيء ونقول أننا بخير
وعلى مايرام وأننا سُعداء فتأتي لحظة ننفجر فيها كالبركان ..

نويفعة الصحفي

يعجز الفكر والقلم تباعا ، أن يعبر لكم فردا فردا عن عميق الشكر والعرفان ، لذلك اكتفي بما هو خير وأجل ، إنه الدعاء، أسال الله ان يشملنا جميعا الرزق العظيم ، الذي ورد في الحديث القدسي: ” الإخلاص سر من أسراري أودعته قلب من أحببت من عبادي، لا يطلع عليه ملك فيكتبه، ولا شيطان فيفسده “..
اللهم آمين ،،

شذى احمد المزروعي

لولا الحُزن لما أخذ الإنسان أجر صبره على مصائبه
الحُزنُ ليسى نهاية العالم بل طريقاً للإجتياز
الحياةُ جميلة فا أبتسموا ?.

– رائعة كعادتك اُستاذتي ??

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *