دار حديث بين عقلي المثقل بالتفكير وصياغة الجُمل وبين قلبي المثقل بحبه لنبضات محددة التسارع في الحياة عنده مشكلة والتضارب بين الأحداث والتفاعل معها يرهقه وأصبحتُ بينها ولهما مستمعا ونصبت بينها محكمة جدرانها جسدي وجسر تواصلها شراييني وأعصابي
وبدأت بينهما مناوشات ضجت بها قاعة المحكمة تقدم قلبي وقال في أي مجتمع من الطبيعي اختلاف الأفراد وتباين عقلياتهم وأفكارهم وشخصياتهم بحسب الموروث الذي ورثوه أو معاناتهم التي تجرعوها على مدى السنوات فلا تستقيم للإنسان الحياة إلا بالحقيقة وليس غيرها لا تغافل بل الحقيقة لا نفاق بل الحقيقة وأترك بحارها تتلاطم لتظهر الخبايا غير مكترث للنتائج
قام عقلي .. يرسل للقلب مع أعصابه التي تنثر حروفه في جسدي حتى تصل إلى قلبي
يقول … في العالم شيء يسمى الصحيح والصواب فليس كل ماهو صحيح يكون فعله أو قوله صوابا وليس كل صواب هو الطريق الصحيح
هذا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه يقول إن صحة الرواية – حدثوا الناس بما يعقلون أتريدون أن يكذب الله ورسوله – أو بما معناه
فكم طالب حقيقة أدى بحثه عنها إلى خسارته بعض ما كان يريد منها وليس من الذكاء في شؤون الحياة واكتساب الحقوق أن نظهر كل الحقائق وهو الأمر الصحيح عند البعض ولكنه ليس الصواب بالتأكيد
عندما تكون في دائرة وأنت في منتصف تلك الدائرة ليس من الحكمة أن تضيق على نفسك بسوء تصرفك بل زد من حدودها ليصبح من حولك يدورون في فلكك بما يفيدك فالحقيقة يخافها المخطئ مادامت لم تظهر يخافها أكثر من حجهما الحقيقي ولو أظهرتها إنما أنت تريحه من عناء كبير يحمله إينما ذهب وإذا انكشفت الحقائق فهو معك بين ثلاثة أشخاص :
إما تهزمه بالحقيقة ويصبح خاملا لا خير فيه فلا تستفيد منه فهو أصبح مدمرا لا ستر له فما كنت ترجوه لم تصبه بل جعلته يمشي عريانا
وإما أن ترى رجلا قد أرحته بتلك الطلقات الحية التي أرتدت عليك بقذائف تخسر بها سلاحك الوحيد فالظالم لا يخاف الحقيقة ولكنه يحب أن تكون مخفيه عنه وعن الغافلين وإذا ظهرت فيزيد تعنت وطغيانا وعداوة واكتسبت عدوا ظاهرا لك العداوة
وإما توقظه من سباته ويرجع للحق ويتوب إلى الله وهذا قليل إلا ماشاء الله
العاقل لا يكشف الحقيقة التي قد تضر ولا تنفع بل يبادر بالنصيحة في السر لله أو يقول ما يفيده ويفيد مجتمعه بدون أن يتصادم مع الأشخاص المقدمين للخدمات العامة إلا في دين الله فلا سكوت عن المجاهرة بالمعصية أو صد عن الصلاة وعبادة رب العباد.
بعد هذا …
……. أنا في حيرة بين عقلي وقلبي