أم قشعم والوزير

أنا معلم وافتخر بذلك ما دمت حيّا … لكننا كمعلمين يجب أن نتقبل النقد الهادف البناء وليس الهادم الذي يجرنا للوراء ! 
ما أثار نقعاً في سماء وسائل التواصل تلك القنبلة الصوتية التي أطلقها وزير التعليم(المعلم السابق) بنسفه وجود معلم حقيقي!
فانبرى له المغردون من كل حدب وصوب مصوبين سهام كلامهم صوب وزيرهم الذي اختلطت عنده الرؤيا، وأصبحت ضبابية بسبب الغبار الكثيف الذي أثاره ذلك التصريح حول طاولة حوار كان المفترض تجمعه بسادة الميدان وأصحاب السلطان في تحديد الحقيقي من المزيف في ميدان هم صانعوه بالدرجة الأولى.
وكان الأولى بكل وزيرٍ أن يبدأ بهم تطويراً وتكريماً واهتماماً كيف لا وهم الصف الأمامي الذي يتصدى لمهمة عظيمة لو استقام أمرها لاستقامت معها كل مناشط الحياة في أي مجتمع يرنو للتطور ومنافسة بقية المجتمعات على وجه البسيطة.
لكن بسيطة ياوزيرنا المبجل لقد نجحت في سكب الكثير من الحبر وقليلاً من الحقيقة! 
إن الناظر للصورة التربوية والتعليمية بكل زواياها وبشكل منطقي وعادل سيرى الكثير من الزوايا المعتمة التي تخفي الكثير من الصور القاتمة لمناهج قاصرة وغير قادرة إلى هذه اللحظة على استنهاض فكر ومهارة طلاب قد أعياهم حمل العدد الضخم من الكتب، ومعلم أثقل كاهله نصاب تعليمي وأنشطة متعددة ليس أقلها العمل كحارس للطلاب يوماً في الأسبوع!
أو فصولاً دراسية تحولت الى علب سردين يتزاحم فيها الطلاب(معلمو المستقبل) وهيبة معلم قد فقدت وذهبت بفعل رياح الإعلام العاتية وبمساعدة ضاغطة على صدره بتعاميم ينقض بعضها بعضاً من الوزارة الموقرة فألقت به إِلى حيث أَلقت رحلها أُم قشعم.
هذه هي الحقيقة ياوزيرنا المحترم التي قد تكون غائبة عنك أو غيبت فالأمر سيان. 
وسيستوي ذلك عند معلمٍ لا يدري من أين تأتيه حجارة النقد ، وسهام التجريح!
وما أقسى أن تأتيه من جهةٍ كان المفترض أن يكون جلّ همها احتضانه والاهتمام به وحمايته والوقوف بجانبه!
ولا يُعلم بعد هذا التصريح القنبلة هل سيجد الوزير معلماً حقيقياً أو سينشغل بردم الفجوة التي ستتسع حتماًبينه وبين بناة التعليم؟

محمد سعيد الصحفي – الكلية التقنية بجدة

مقالات سابقة للكاتب

4 تعليق على “أم قشعم والوزير

ابو سامي

أوضحت حقائق لن يتجاهلها الا من اعماه الكبر وأخذت العزة بالاثم..
بارك الله فيك.. وسددك لما يحب ويرضى

متعب

فعلاً كانت قنبلة في غير محلها
صحيح أنه عاد وأعتذر لكن الكلمة السهم إذا خرج من القوس لا يعود
للأسف يتعامون عن الأسباب الحقيقية لفشل التعليم وهي كما ذكرت في المقال
حشر الطلاب في علب السردين والمباني التي لا تهيء بيئة تعليمية مناسبة وكثرة الكتب التي تثقل كواهل الطلاب
ويضعون كل اللوم على المعلم
شي محير فعلاً

أبو خالد

أخي المعلم الفاضل أبو عمر
أحييك على المقال الرائع وأتفق معك في كل ما طرحته ماعدا جزئية بسيطة تتعلق بالمناهج أنا أعتقد أن المناهج عندنا ممتازة وفيها علم ومحتوى ثري ويجب الإشادة بها لكن بيئة المدارس بوضعها الحالي ليست بيئة تشجع على التعلم.
دمت بكل الود

أحمد مهنا

المعلم لعظم شأنه في المجتمع مسؤوليته كبيرة ، ولا عليه من القائلين فسيبقى مربي الأجيال ، والأجيال تقبل وتمضي ويبقى هو المعلم . والمسؤول يعان ويحسن به الظن .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *