مصابيح الهدى (٥) : حنظلة بن أبي عامر غسيل الملائكة

حنظلة بن أبي عامر بن صيـفي الأوسي

هو حنظلة بن أبي عامر بن صيـفي  الأوسي صحابي جليل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلـم، كان  قد أسلم مع  قومه عندما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلـم إلى المدينة  مهاجراً من  مكة ، ، وقد كان حنظلة متزوجاً من جميلة  بنت عبد الله بن أبي بن سلول زعيم النفاق و المنافقين، ، و كان أبوه يكنى بأبي عامر الراهب في الجاهلية قبل قدوم الإسلام و انقشاع غيمة الجاهلية، لأنه  كان في ذلك الوقت يقوم بذكر البعث و يعمل على نشر دين الحنيفية، يسأل الرهبان عن ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلـم ويسأل عن صفاته فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلـم قام بحسده و مفارقته و الابتعاد عنه، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلـم إلى المدينة من مكة فارقها عمرو ذاهباً إلى مكة، ثم ما لبث أن رجع بعد ذلك مقاتلاً مع قريش في غزوة أحد فأطلق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلـم لقب أبو عامر الفاسق. 

نال حنظلة من الشرف و الكرامة مالم ينله غيره رضي الله عنه وذلك حين سمع منادي حي على الجهاد يوم غزوة أُحد صبيحة عرسه فخرج وهو جُنب لم يغتسل فقاتل وقتل شهيداً ، حيث قتل على يد شداد بن الأسود و أبي سفيان اللذان اشتركا في قتله ، و لما علم رسول الله بمقتله قال: ( إني رأيت الملائكة تغسل حنظلة بن أبي عامر بين السماء والأرض بماء المزن في صحاف الفضة ) قال أبو أسيد الساعدي : فذهبنا فنظرنا إليه فإذا رأسه يقطر ماء.

ولما سئلت زوجته عن ذلك قالت: خرج وهو جنب لما سمع الهيعة ( منادي الجهاد )، فقال : (لذلك غسلته الملائكة) فلقب من يومها بـ ((غسيل الملائكة)) و قد افتخرت به الأوس على الخزرج كما جاء في الخبر الذي رواه قتادة عن أنس ، قال : افتخرت الأوس و الخزرج فقالت الأوس : منا غسيل الملائكة .

و عرف حنظلة باسم غسيل الملائكة، و ولد له ولد بعد استشهاده حيث سموه عبد الله و صار والياً على المدينة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *