ذهب و لهب 

يمضي الزمن وتتسارع الأعوام في الهروب إلى الأمام فتنقضي عاما بعد عام. 
ويظل الإنسان هو الانسان بعقليته وثقافته ومعتقداته.  يجاهد ويجادل ويكابد ويقارع الحجة بالحجة ، حسب ماتسوق إليه قناعاته وأفكاره من توجهات نحو الصواب ونحو النجاح ، ونحو إثبات الذات. 
متوهماً أنه الوحيد الذي يتربع على زعامة الرأي والفكر والمعرفة ، وانه الوحيد الذي بلغ الرشد من أمره.
وأن الذين يوافقونه تلك المفاهيم والاوهام هم شركاء فكرٍ ورفقاء درب ، فتجدهم معززين مكرمين في الخاطر ، ومقربين جدا من القلب والوجدان. 
اما أولئك  الذين يخالفونه الرأي والرؤيا فلاشك أنه يرى بأنهم  زنادقة وأنهم ليسوا على حقٍ ويقين ، وأنهم ليسوا على بصائر من ربهم وهدى. 
— هنا تتلاطم أمواج الأفكار والرؤى بين الفريقين فيحاول كل طرفٍ إثبات رأيه مستخدما زخرف القول من البديع شعرا ونثرا ، مستشهدا ومستدلا بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة ، من أجل استعطاف رفقائه وانتزاع قناعاتهم.
وبالتالي تمرير أفكاره ومقترحاته بغالبية آراء القوم وميولهم العاطفية. 
— وتظل نتائج وإفرازات تلك الصراعات الفكرية خاصة في المجتمعات البدائية كارثية على المجتمع وابنائيه ومخيبة لتطلعاتهم وآمالهم. فهى ترسم لمستقبلهم
طريقا مليئاً بالعثرات ، وليلاً لا أمل في إصباحه. 
وبذلك تظل الأحلام والآمال سرابا.. ويظل الضياء غائبا حتى وان كانوا في رابعة النهار.
 
سعيد عناية الله الصحفي
 
 
مقالات سابقة للكاتب

4 تعليق على “ذهب و لهب 

احمد المرامحي

مقال من ذهب

ابومعاذ

بارك الله فيك ابا هشام
لقد احسنت المقال والمقام
نعم الانتصار للرأي والفكر الاوحد وحمل الناس
واقناع العامة بأن مايعتقده نفرٌ من الناس هو الصواب
وان ماعداه مخالفاً وبدعاً من القول .
هذا آثاره كارثية بحق المجتمع
هي رسالة واضحة بينة لمن يقرأ ويفهم ويعي
اما الزبد فيذهب جفاءً واما ماينفع الناس فيمكث في الارض .

الكاتب

شكرًا اخي احمد المرامحي وشكرا. ابا معاذ. فتعليقك على المقال. يُعَدُّ مقالا.
احسنت وصفا وتوضيحا. بارك الله فيك

عاشق الحرف

مقالاتك قوية وحرفك راق ﻻ تغيب كثير خلك مع القراء حرفك ﻻ يختفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *