#مبادرة_عفو

كل مجتمع بالدنيا تظهر فيه انحرافات وظواهر اجتماعية سلبية بين الوقت والآخر ، بعضها مع الزمن تأخذ صفة العمومية وتستفحل بالمجتمعات ويصعب القضاء عليها ، والبعض يتصدر لها الأمناء والحريصين على انتشار الفضيلة وتنتهي وتصبح ماضي لاقيمة لها بنظر الشعوب..

ومجتمعنا لايُستثنى من القاعدة لأنه مجتمع ديناميكي يتعرض للكثير من الموجات السلبية المقصودة والغير مقصودة ..

ومنذ عقد ونيّف ظهر بمجتمعنا السعودي ظاهرة مزعجة جدا أرقت الكثيرين وأشغلت تفكيرهم للتصدي لها قبل أن تأخذ صفة العمومية وكأنها أمر عادي ، وهي ظاهرة المتاجرة بالدماء والمغالاة بالديات ، فالظاهرة بقدر ماهي أثقلت كاهل أهل الجاني وخاصته أو قبيلته فتحت باب متاجرة البعض بدماء الأبناء بسوق المزاد وكأنّ دم ابنهم سلعة بسوق البورصة دون النظر لكل معنى ديني و إنساني تحملة قيمة العفو ، هذا إذا كان الموضوع عفو !

فمن يعفو بمبالغ فلكية أصلا هو خارج نطاق العفو والأخلاق الحميدة فهو باع وقبض الثمن ، الظاهرة لم تقف نتائجها السلبية على هذا فقط؛ فبسببها أهملت أمور كثيرة أهم بكثير ، فَلَو كل ناس انتفضت للفقراء من خاصتها مثلما انتفضت لإنقاذ أولادها من حد السيف وتنفيذ شرع الله لما وجدنا منهم فقير أو أرملة أو أيتام ترزح تحت أنين الفقر تتسول حاجتها بالمواقع الالكترونية وتشتكي همها للقاصي والداني ، فمن يريد يعفو .. يعفو لوجه الله أولا وإذا كان للمقتول صغار أو كبار سن عاجزين لابأس أن يدفع لهم لكن بحدود المعقول ، لكن أن تصل الديات إلى أسعار أبراج لا والله هذا عبث واستهتار بمبادئ الدين والمجتمع الذي تربى على الفضيلة ومساعدة المحتاج وتعلم من مدرسة سيد الخلق علية الصلاة والسلام بأن العفو من شيم الكرام، ومن هنا أضم صوتي لمبادرة عفو النبيلة التي أطلقها الدكتور محمد بن مروان بن قويد ، حتى يعيش المجتمع السعودي كما عهدناه متسامح يراعي الله بأقواله وأفعاله ، والوقوف بوجه كل ظاهرة سلبية تعمل على تفتيته وكأنه مجتمع بلا وازع ديني يردعه ، وقيم إنسانية يتحلى فيها وتميزه بين شعوب الأرض .

 

عايد عيد المحمدي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *