“أم الأيتام” من خليص تدَّخر 30 عامًا لتبني مسجدًا لزوجها المتوفى

تقف اليوم صحيفة غران الإلكترونية في المسجد الذي بنته والدة غزاوي بن غازي بن حسين داخل الحربي وإخوانه ،  من محافظة خليص، نتحدث مع ابنها محمد ليحدثنا عن والدته التي تبرّعت لزوجها بعد وفاته ببناء مسجد، ونتعرّف على جوانب كثيرة من حياة “أم الأيتام” رحمها الله.

متى توفى الوالد، وكيف سارت الأمور بعد وفاته -رحمه الله-؟
توفي الوالد -رحمه الله- في يوم السبت الرابع من جمادى الآخرة لعام 1410هـ، في حادث سيارة، وكانت صدمة على الوالدة والجميع، حيث تركنا الوالد نحن سبعة ذكور وبنت مع الوالدة، التي قسمت ما لديها من مال على ثلاثة أجزاء، جزء للمعيشة من طعام وشراب، وجزء للعلاج، وجزء لبناء المسجد، وكان لقبها بيننا أم الأيتام؛ حيث ربت أبناء خالتي بعد وفاة أمهم، وكانت ترعى أبناء الجيران من اليتامي وتتولى أمرهم.

وكيف جاءت فكرة بناء المسجد؟

منذ وفاة أبي -رحمه الله- والوالدة نذرت نفسها لبناء المسجد، فكانت تدخر المال من أجل ذلك وتدخل الجمعيات من أجل تجميع المال للمسجد.

هل كان المعاش الموجود يكفي احتياجاتكم حتى تدخر الوالدة المال؟

في الحقيقة لم يكن المعاش كبيرًا، لكن الوالدة أخبرتنا من البداية أنها عازمة على بناء المسجد، وبالتالي كانت تدبر أمورنا بما لدينا من مصروف، دون أن تنتقص من الجزء المخصص لبناء المسجد.

كيف تم اختيار مكان المسجد؟

تحدثت والدتي مع رئيس بلدية خليص ، وألحّت عليه وأصرت أن يكون هذا المكان هو المخصص للمسجد الذي تريد بناءه للوالد، وبالفعل وافقت بلدية خليص على طلبها، وبدأ العمل فيه منذ سنتين، لينتهي قبل رمضان الحالي.

متى تم افتتاح المسجد؟

قبل شهر رمضان الحالي بأسبوعين، حيث افتتحته -رحمها الله-، وعندما دخلت سجدت لله شكرًا أن أتم أمر بناء المسجد بعد طول انتظار وألقى الشيخ ياسر الشابحي أول محاضرة فيه.

متى توفيت الوالدة رحمها الله؟

صباح يوم الاثنين الماضي، ودفنت حيث أوصت في نفس مقبرة العزيزية التي دفن بها والديها بخليص، رغم أن الموافقات تمت الصلاة والدفن في مكة . إلا أنها أوصت  أن تُدفن بجوار الوالد -رحمهما الله-، ومن تقدير الله أن جمع لها في المسجد للصلاة عليها أعدادًا كثيرة لم نكن نتوقعها.

كيف كانت تسير الأمور خاصة أنكم كنتم تدرسون في الجامعة؟

كانت تصرف علينا في الجامعة، وتتدبر أمرنا رغم أننا لم نكن في سعة، وكانت تبيع من ذهبها إذا احتجنا، وهكذا حتى أكملنا دراستنا وتخرجنا.

كيف كان حال الوالدة مع الصبر؟

الوالدة رحمة الله عليها منّ الله عليها بالابتلاء في صحتها بعدة أمراض، لكنها كانت دومًا صابرة وعازمة على إكمال بناء المسجد، فلما أتم الله بناءه شعرت أنها أتمت مهمتها، وشعرت باقتراب أجلها، فكانت تودّعنا جميعًا، خاصة الابن الصغير.

ما هي أبرز وصاياها لكم قبل وفاتها؟

كانت توصينا بالصلاة كثيرًا، وتوصينا بقراءة القرآن، وعدم التخلي عن أخينا الصغير المريض -شفاه الله-.

هل من كلمة أخيرة للأم الكريمة -رحمها الله-؟

أقول إننا سوف نكمل مسيرتها في الاهتمام بالمسجد، وكذلك بالأعمال الخيرية الأخرى، وسوف نقوم بإذن الله بحفر بئر صدقة جارية لها، وأننا سنلتزم وصاياها بإذن الله.

لمشاهدة فيديو اللقاء من داخل المسجد ( اضغط هنا )

  

11 تعليق على ““أم الأيتام” من خليص تدَّخر 30 عامًا لتبني مسجدًا لزوجها المتوفى

محمد الرايقي

الوفاء والعطاء والاصرار
كلها عناوين لفعل نفتخر به جميعاً
فكتب الله أجرها وجزاها الله خيراً على وفائها لزوجها
فهي بحق نموذج مشرف للوفاء

فؤاد الحميري.

نعم المرأة البارة بوالديها وبزوجها..
الله يرحمها ويغفرلها..
الله يكتب لها الأجر الجزيل في تربية ابنائها..

عبدالرحمن بن سعد الصحفي

الله يجزاها بالخير ويكتب أجرها ويضاعف لها الأجر والمثوبه ويغفر لها ويرحمها ويرحم والديها ويرزقها الفردوس الأعلى من الجنه في منزلة الأنبياء والصالحين والشهداء وحسن اولئك رفيقآ

عبود علي السلمي

نعم الزوجة اثابها الله على وفائها و رحمها، و رحم الله زوجها و اسكنهما فسيح جنانه….
مثل هذه القدوات نفخر بها في مجتمعنا وقيمه الراسخة و يجب الاشادة بها و تسمية احد شوارع المحافظة باسمائهم و تكريمهم.. ونشر سيرهم في الصحف الجدارية للمدارس..ليكونوا نبراساً و قدوة للنشأ.

م.عبود علي السلمي

تركي خيشان السلمي

ماشاء الله تبارك الرحمن .. قيم أصيلة تمتلكها هذه الأم النجيبة الماجدة لله درها فهذا الأنموذج المثالي للمرأة المسلمة، والذي يجب أن يحتذى به نسأل الله أن يتقبل منها هذا العمل العظيم ويسكنها الفردوس الأعلى من الجنة وكافة أموات المسلمين والمسلمات

غير معروف

الحر من راعى وداد لحظة وتعليم لفظة

ابو سعود

حرة بنت حر كريمة بنت كريم عظيمة انجبت عظماء الله يرحمها هي وزوجها ويجمعهم بالجنة

رجاء الصحفي

قد ينظر الى الناس الى وفاء هذه المرأة الصالحة لزوجها
ويستغربون مثل ذلك
الناس فيه الخير وبعضها فيها خير راكد تحتاج الى مفاتيح الخير ليظهر هذا الخير
الشاهد في هذا الامر
ان هذه المرأة الصالحة لولا صلاح أبويها لم تكن كذلك
ولو لا صلاح زوجها لما رزق بزوجه صالحة
فإذا أردنا ان يصلح الله زوجاتنا وذريتنا
علينا بصلاح أنفسنا
( وكان أبوهما صالحا)
رحمها الله وجمعها بوالديها وزوجها في الفردوس الأعلى

ابو فيصل

اللهم نوّر مرقدها وعطّر مشهدها وطيّب مضجعها وأكرم نزلها ووسع مدخلها وحميع موتى المسلمين

عابد بن بريك الصحفي

بإختصار زوجة وفيه أسأل الله بعزته أن يتغمدها برحمته . فنحن أهالي محافظة خليص يجب علينا أن نكرم هذه الزوجة العظيمة ببناء مسجد باسمها . لإن عملها يعتبر من المبادرات النادرة في وقتنا الحاضر .فعلى ابنها الله يحفظه ويرعاه يبدأ ويتواصل مع أعيان وأهل الخير من أبناء محافظة خليص الطيبين فهم كثر فلله الحمد . واستسمح الابن محمد بان يفتح المجال للمشاركة لرد الجميل لهذه الزوجة الكريمة الوفية بزوجها . لإن محمد وأخوانه وأختهم حفظهم الله قادرين على القيام بهذا المشروع ولكن نرغب المشاركة .معهم وفاءً وتقديراً لام الايتام رحمها الله.

زكي البشري

اللهم اغفر لها وارحمها واجعل هذا العمل في ميزان حسناتها وسائر اموات المسلمين
اللهم آمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *