فقيد العيد

بقلب ملأه الحزن وأعين مغرورقة بالدموع وغصة في ليلة العيد نودعك ونستودعك الله الذي لا تضيع عنده الودائع على فراقك أقول رحمك الله أبا سليمان…(أبو كنتور).
أوصي كل من يقرأ مقالي هذا أن يلهج بالدعاء له بالرحمة والغفران …
وأقول…..
عندما نغيب عن إناس نحبهم ونحمل لهم في قلوبنا إرثاً من الود والاحترام والتقدير نشتاق إليهم تهزنا الأشواق نلاحظ أو نحس كأننا نفقد شيء ما… إن مشاغل الحياة أبعدتنا كثيراً عن بعضنا.

أخوة.. أصدقاء أو حتى زملاء دراسة كل منا أخذ منحى أو بالأحرى أُخِذَ إلى منحى في هذه الحياة ، فلا نستيقظ إلا وجرس الهاتف يرن فيهمس المتصل في أذنك قائلاً السلام عليكم هل وصلك الخبر لقد مات فلان الله أكبر خبر كالصاعقة، يارجل إننا لم نشبع منه وفي الحقيقة كان أمامنا طوال الوقت لم نفكر أن نشبع منه ، ولم نفكر كذلك إنه في يوم من الأيام ستأتي لحظة نقول فيها هذه الكلمة ، ثم نحضر عزائه وننتهي ونستمر في تجاهل الباقين الموجودين ….ثم يتكرر المشهد وتتكرر الصدمة ويتكرر السؤال إلى أن يأتي يوم نكون نحن من يُنعى إلى الآخرين خبرنا ….. نعم هكذا رحل أبو سليمان محمد بن بكر (أبو كنتور ) بهذه الطريقة رحل وترك لنا فراغاً هائلاً في حياتنا رحم الله أبا سليمان ، هل تكفي الدموع ، هل يعيده لنا الحزن ، أبداً لقد رحل إلى رب غفور يحب عباده يحدب عليهم لذلك قد استودعناه إياه وهو الذي لا تضيع عنده الودائع سبحانه كيف لم نستطع أن نحافظ على أخوتنا وكيف استطاعت الدنيا أن تفرقنا بمشاغلها حتى عن أحبابنا.

رحمك الله أبا سليمان وأنزل على قبرك الضياء والنور والفسحة والسرور…. حقاً أحس في هذه اللحظة أنني فقدته نعم لقد فقدناه وكان أمامنا طوال الوقت ، والآن نتمنى أن نكون قد قضينا معه معظم أوقاتنا لعلمنا أننا لن نلتقي ثانية في هذه الحياة الدنيا ، ولكن عزاؤنا أن لنا مرجع ومآب عند رب غفور قادر أن يتجاوز عنا ويغفر لنا ويدخلنا الجنة بفضلة ورحمته التي وسعت كل شيء فنلتقي بأحبائنا.

والذي يخفف من مصابنا أن الله يرحم كل من كان باراً بوالديه وأخونا الدكتور كان أخونا أبا سليمان ، كذلك وكلنا أمل في الله الرحيم أن تدركه رحمته ولقد مات في ليلة العيد الليلة التي يعتق الله عباداً أكثر مما عتق طوال شهر رمضان وكلنا أمل أن يكون من عتقائه في هذه الليلة وأن يظفر بسكنى الجنان بل الفردوس الأعلى منها.

كانت تجمعنا حارة واحدة ومجتمع صغير في عدده كبير في تعاونه وتعاضده يسأل كل منا عن أخيه عن جاره… كان يجمعنا الجامع المسجد والآن يجمعنا بيت العزاء أو قصور الأفراح… نتقابل يسلم كل منا على صاحبه نقول لبعضا مجاملة ياأخي زورني والله لك وحشة وتنتهي هذه الدعوة والوحشة بإنتهاء الحدث… كلنا هذا هو شأننا نتقابل يسأل بعضنا بعضاً فينك يا شيخ والله زمان وكلنا نجيب ذات الجواب اسكت مشاغل الدنيا والله لا يشغلنا إلا في طاعته نفس العبارة تتردد عشرات المرات ونحن كما نحن لم نتغير ، نفس المشاغل وفي النهاية نفس العبارة تقال في حقنا شئنا ذلك أم أبينا الله يرحمه نعم بهذه الصورة رحل أبو سليمان الأخ الأكبر لنا صاحب الابتسامة الجميلة والنفس الحلوة الكل يحبه وأسأل الله أن يحبه ، اللهم أنزل على قبره شآبيب الرحمة وسحائب الغفران يا أرحم الراحمين يارب.

رحمك الله أيها الأخ الكبير الحنون صاحب القلب الكبير كل من واجهه رآه ضاحكاً مبتسماً بشوشاً يحن على الصغير والكبير الكل يحبه لدماثة أخلاقة وروحه الحلوة العذبة رحمك الله أيها الرجل النبيل الشهم ، هكذا عرفتك وهكذا جلست معك سنين طوال سواء في الحارة أو أثناء عملنا معاً في مواسم الحج ، وقبل ذلك اللهم جبر مصابنا في أبي سليمان واربط على قلوبنا لفراقه وألهمنا وأهله وأبنائه وإخوانه وكل من عرفه اللهم اسكنه الفردوس الأعلى من الجنه ياكريم .

وصل الله وسلم على شفيعنا وحبيبنا محمد النبي الكريم وعلى آله وصحبه وسلم.
أوصيكم بالدعاء له بالرحمة والمغفرة.

إبراهيم يحيى أبوليلى