جوانب من الحج

يوم السبت كان الوقوف بعرفة لحج هذا العام ، ووفقني الله عز وجل بأن آكون من ضمن ضيوف الرحمن ، مع الرغم من العدد الهائل لحجاج هذا العام إلا أن الجهود الجبارة التي تبذلها قيادتنا الرشيدة في المتابعة والإشراف والتوجيه للجهات ذات العلاقة من أجل توفير وتسخير كل مايمكن سواء كان بشريا أوماديا مع السهر على مايحقق راحة ضيوف الرحمن ليقضوا نسكهم بكل سهولة وأمان ..

وهذا مادأبت عليه قيادتنا الحكيمة منذ تأسيسها حتى عصرنا الحاضر عصر ملك الحزم سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز ، وقد ذكر في كلمة سابقة له تأكيده بأن مملكتنا الغالية وقيادتها وشعبها تتشرف بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديها من زائرين ومعتمرين وحجاج ، ولن تتأخر في بذل الغالي والنفيس في سبيلهما ، لاسيما ماتدركه المملكة بمكانتها التي أختصها الله سبحانه بها ، من أهمية في هذه الخدمه الجليله ، ويعتبر نجاح المملكة في التعامل مع هذا الحشد الهائل من الحجاج يؤكد جليا على التأهيل العالي والمكثف وقدرة فريق العمل المعد لهذه المناسبة الطيبة .

ولاننسى ماسطره رجال أمننا المخلصين من أسمى وأروع الامثال في خدمتهم لضيوف الرحمن ، فتجد أحدهم يقي طفلاً أوحاجا من حرارة الشمس بمظلته الشخصية ، وعلى الجانب الاخر هناك من يسكب المياه البارده على من ظروفه لاتساعده على خدمة نفسه …. الخ .

والحقيقه أن كل ماتحقق بفضل الله يقف خلفه جهد كبير من تنسيق وتعاون وتكامل وتناغم بين جميع الجهات الحكومية ومن معها وإحساسهم بعظم الامانه التي حملوها وإحترام كبر المسؤولية ، وكذلك الإشراف المستمر من لجنة الحج العليا ، وتوجيهات قيادتنا الكريمة ، ومتابعة سمو ولي العهد المستمره وفقه الله .

ومن مسببات كتابتي لمقالي هذا :
– هو رؤيتي لشيء عجيب وهو عندما كنا في يوم عرفة وحين وصولنا ( تقريبا الساعة ١١:٠٠) صباحا ، وكان حينها الجو صافيا ودرجة الحرارة مرتفعة قليلا ونرى اثرها على الحجاج ، وصلينا الظهر والعصر قصر وجمع تقديم حسب السُنة ، وعند الساعة الواحدة والنصف بدأت السحب تزداد قليلا وبشكل ملفت وما ان بلغت الساعة الثانية والنصف تقريبا حتى بدأت بوادر المطر وماهي الا لحظات وتحجب الغيوم الشمس وبدأ المطر ينهمر وبغزارة على عرفات وكل المشاعر ومكة ايضا ، ويغتسل الحجاج بالمطر وتمتلئ الشوارع بالسيول ، ويتحول الجو من حر الى براد واعتدال جميل جدا ومعظم الحجاج رافع يديه تحت المطر ويدعو ، سبحان الله كرم رباني منقطع النظير .الدعاء مستجاب في يوم عرفة وكذلك عند نزول الغيث فجمعهما الله للحجيج ، واستمرت الامطار الرائعة في يوم النحر ايضا حيث نزل المطر عصر ذلك اليوم ونحن في صحن الطواف فترى الرحمات تتنزل وترى الفرحة والسرور على محيا الحجيج …..الخ..

– وبالصدفه قابلت شخصا، يقوم بتوزيع الطعام بكافة انواعه على الناس ، ولسمو اخلاقه وحسن تعامله مع الحجاج ، اجبرني الموقف للتعرف عليه ووجدته احد المسؤولين بمخيمات ولي العهد حفظه الله ، وقد اعجبني كثيرا ورفع رأسي ، واعتقد كل سعودي يفتخر بالقيام بهذه الاعمال الجليلة التي تعكس سماحة الدين وسلوك المواطن الصالح لدينه وولاة امره ولوطنه بما تعنيه الكلمة من معنى ، وهذا لاشك انه من الاخلاص والولاء والانتماء الصادق لهذا البلد والامتثال للدين وولاة الامر وايضا يعطي مؤشر على سمو ورقي الاخلاق لدى الفرد .

جهود جبارة وانجازات تتوالى ومناسبات جميلة تثلج الصدر
وأعيادُ تلو الأعياد، ومناسبات ربانية تحتاج منا الشكر، والحمد، والرضى بمنة الخالق ، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين في كل مكان .

وختامًا نسال الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا وقادتنا وجنودنا البواسل في الداخل والخارج ، وأن يجمع على الحق كلمة المسلمين، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والإستقرار في ظل قيادتنا الرشيدة .

 

د. حمد البشري

مقالات سابقة للكاتب

4 تعليق على “جوانب من الحج

أ.نويفعة الصحفي

الحمدلله على فضل الله وكرمه ..والشكر له عز وجل من قبل ومن بعد ..
شكر الله لكاتبنا الكريم أن سطر لنا هذه المشاهد الإيمانية العظيمة وتلك المواقف المشرفه لأبناء هذا الوطن .
فقد تجلت مشاهد عدة في خضم مشاعر حج هذا العام ولعل أبرزها الأمطار التي هبت بالرحمة والسلام على جموع عرفات لتواجه حرارة المشهد ولتروي ظمأ المرتقبين للرحمات، وهو ما جعل الناس تفرح وتغمر نفسها بآمال العفو الوشيك في مشهد إيماني كبير …
ومابذلته بلادنا من جهود وخدمه لضيوف الرحمن يدعو للفخر فقد كانت مشرفه كعادتها ومتطورة من عام إلى عام ..
تخطيط مبني على أسس علمية، ودراسات ميدانية مكثفة، ودقة في التنفيذ، وتفانٍ في الأداء.. كل ذلك كان أهم مقومات النجاح الذي تحقق لموسم حج هذا العام؛ بإشراف مباشر من قيادة المملكة حفظها الله وقد تجلت بوضوح ما منحته الخبرات الطويلة التي اكتسبتها الجهات الحكومية المعنية بخدمة ضيوف من تطور كبير .اضافه الى المبادرة الكبيرة والمخلصة من شباب هذا الوطن واولهم رجال الأمن المخلصين حقا .
شرف واي شرف اكثر من ذلك ..
هنيئا لمن يسر الله له اداء هذه الفريضة ولمن نال شرف خدمة ضيوف الرحمن .
والحمدلله ملىء السموات والارض .

فهد عطيه البشري

احسنت النشر ابو نبيل جزاك الله خير….لاتبخل علينا دائما بكتاباتك
المعتدلة النافعة وبعلمك…تقبل الله حجكم…ورد الحجاج والمعتمرين لديارهم سالمين غانمين…اللهم آمين.

الدكتور/حمد البشري

شكرا للاستاذة الكاتبة نويفعة وشكرا للاستاذ فهد
شكرا لكم على المتابعة والاشادة ومانحن الا جنود لهذا الوطن كلُُ يدافع بما يستطيع
اجمل وارق التحايا لكم مرة اخرى

محمد الحمراني

جزاك الله خير الجزاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *