“ضحايا قادمون”

بالأمس القريب نقرأ مانشر في صحيفة عكاظ بتاريخ ١٩-٧-١٤٣٧هـ ، عن حادثة مأساوية تمثلت في سقوط مظلات الساحة الخارجية لمدرسة بنات (ثانوية ) تتبع تعليم محايل عسير ، مما أدى إلى وفاة طالبة و إصابة ٢٨ أخريات و معلمة إصابات متفاوتة بعضهن في حالة حرجة نسأل الله لهن الشفاء العاجل؛ و ببالغ الأسى ننعي و نعزي ذوي المتوفية و نسأل الله لهم الصبر و السلوان .

خبر كان كالصاعقة علينا نحن منسوبات متوسطة و ثانوية أم الجرم ؛ فليس حال مظلات عسير بأسوأ من حال مظلاتنا المتهالكة و المنتهية الصلاحية عن عمر إفتراضي لها بخمس سنوات كحد أقصى ، فلم يتبقى منها اليوم سوى هياكل توحي للمشاهد بأنها أطلالاً سيقف عليها قيساً أو عنترة هذا الزمان ،  ليبكيها فالمنظر لا يوحي إلا بمكان مهجور و ليس مؤسسة تعليمية و مبنى قائم يضم ١٤٤ طالبة و ٤٥ منسوبة من منسوبات المدرسة مابين معلمات و إداريات .

يمر العام و يتلوه عام .. و إدارتنا ترفع من الخطابات ما بلغ الأثنى عشر خطاباً تملأ السجلات ابتداءً من تاريخ ٢٤ محرم لعام ١٤٣٦هـ ، و حتى تاريخ ٦ محرم لعام ١٤٣٧ هـ .. و بالأمس يحرر آخر خطاباتنا بتسلسله الثالث عشر ليوم الأربعاء ٢٠ رجب ١٤٣٧ هـ ، و نحن نتكبد هموم هذه السواتر و تؤرق مضاجعنا هذه المظلات المتهالكة التي أكلتها الرياح و أذابتها الحرارة فلم يتبقى منها ما يُظل بناتنا و يحميهن من حرارة الصيف أو أمطار الشتاء ..

تلك السواتر ذات العمر الافتراضي المنتهي و الآيلة للسقوط في أي وقت و خاصة مع هطول الأمطار و حركات الرياح الشديدة التي تشكل خطورة بالغة ، بالإضافة إلى الصدأ المنتشر على أطنان الحديد التي تحمل هذة المظلات بصورة لا تحتمل الصمت مطلقاً ، و كل هذا و نحن ننظر إليها بعين عاجزة لا حيلة لها و لاقوة .

ماذا ينتظر تعليم جدة ؟! .. هل ينتظر أن تحل الكارثة علينا و نكون نحن و بناتنا و منسوباتنا #ضحايا_قادمون لهذه المظلات ؟! .. و هذا مما يهمسُ في أذنٍ صاغية بأن يبقى الحال على ماهو عليه و على المتضرر ..

فعلى مدار العام و النصف و نحن نخاطب و نرفق الصور و نتجرع مرارة اللامبالاة و عدم التجاوب؛ و ما كان بأيدينا إزاء ذلك الوضع إلا أن منعنا الطالبات من الخروج إلى الساحة الخارجية بعد الساعة العاشرة و ليكن ذلك أضعف الإيمان ، علماً بأن الساحة المعنية تمثل المتنفس و المدخل و المخرج الرئيسي ، و نقطة التجمع في حالة حدوث كوارث بالمدرسة لاقدر الله .

**ومضة**

إن بقي الحال على هذا الوضع فحتماً سنكون نحن #ضحايا_قادمون

 

ليلى عبد المحسن الشيخ
فريق الإعلام بالمدرسة

مقالات سابقة للكاتب

4 تعليق على ““ضحايا قادمون”

سامي الحربي

نشكر المعلمه ليلى على خوفها على بناتنا وخوفنا نحن على معلماتنا وبناتنا ونتمنى من المسؤلين الالتفات لجميع مدارس المملكه وصيانتها ونسأل الله ان يحميكم من كل شر

ابو عبد العزيز

سلامة بناتنا خط احمر لايمكن تجاهله
وهذا هو هم المسؤلين في بلادنا نرجو
من الزملاء في مكتب خليص التفاعل
مع هذا النداء ونعلم جميعا حرص مدير
مكتب التعليم بخليص واهتمامه
ونشكر ا/ ليلى الشيخ ومديرة المدرسة
ا/مريم الشيخ وجميع منسوبات المدرسة
على مدى حرصهن والتنبيه في الوقت
المناسب قبل وقوع الفأس فالراس
وبعد لا ينفع الندم ..شكرًا للجميع

عبدالرحيم الصبحي -أبو أوس

جزيت خيرا على الطرح وليكن محاولة جديدة من منسوبي المدرسة للوقاية من المصائب قبل وقوعها ولعل الخطوة القادمة هي وقفة ولي الأمر يا أبا عبدالعزيز فالمسؤول دوره لا يتجاوز كتابة الخطابات وهذا لا يكفي فلا بد من منع جلوس الطالبات تحت هذه المظلات ولو كلف الأمر إنزالها
والمواطن يجب أن يتجه الاتجاه الصحيح فإدارة التعليم قسم الصيانة هي المعني الأول بالخطابات وليس مكتب التعليم بخليص ويجب يؤدي دوره تجاه مدارس خليص ولولي الأمر قوة الخطاب والرفع اللامحدود كتب الله السلامة لبناتنا من كل شر يحيط بهم

معلمة مواكبة للاحداث

جزاكم الله خير على طرح القضية وفعلاً مبادرة ممتازة من الادارة متمثلة في عضو فريق الاعلام أ ليلى
حيث نشرت الحادثة قبل وقوعها واتمنى من المسؤلين الالتفات لمثل هذا الخطر بعين ثاقبة
حقاً ماذكرة الاستاذ عبد الرحيم في التنويه لبعض النقاط المهمة
وفعلاً تم التدارك ومنع الطالبات من الخروج للساحة الخارجية وقت الظهيرة من بعد الساعة العاشرة صباحاً
ولكن ما نراه هو عدم التفهم من الطالبات بحكم سنهن وخبرتهن وتذمرهن من قرار الادارة من منع الخروج للساحة الخارجية بالاخص وقت الرياح
وهطول الامطار وبصفة دائمة من بعد الساعة العاشرة بالعلم ان الساحة هي المتنفس الوحيد ولكن ماباليد حيلة
هذا ماتستطيع ادارتنا فعله في هذه الظروف
وحقاً الان جاء دور ولي الامر بالرفع والمتابعة ولو بنشر الخبر للمسؤلين كأقل شي
شكراً للكاتبة وشكراً للجميع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *