“فرحة و طرحة” .. نموذج حي مشرق في قالب مؤسسي منظم بالثانوية “٧۸” بجدة

العمل التطوعي … عنوان كبير جدًا .. و مساحات شاسعة للإبداع ، و العمل و الانخراط به صفة فطرية و حاجة مجتمعية ، فالمجتمع كالبيان المرصوص يشد بعضه بعضًا .. الكل يحب الخير ، وما اجتمع قوم و اتفقوا إلا على حب الخير ، و أحب الناس إلى الله أنفعهم لخلقه .

العمل التطوعي ميدان جميل ، إن شئت حكيت عنه في إدخال الفرح و السرور على الغير حكيت ، و إن شئت حكيت عنه في بناء الفرق أبدعت ، و إن تناولت مع الغير أطراف الحديث عنه في بناء الشخصيات و تطوير الذات افتخرت .

طريق سهل و جميل في التطوير و التعليم و تحمل المسؤولية و بناء المجتمع و ترسيخ القيم الإسلامية .

وطننا الحبيب و مؤسساتنا المجتمعية تولي هذا الجانب الاهتمام البالغ من خلال الدعم بنوعيه ، إلى جانب اللقاءات و الملتقيات و التشجيع بتخصيص الجوائز ، و أخيراً التأكيد عليه في رؤية بلادنا ٢٠-٣٠ كمحور مهم من محاور النقلة الجديدة للدولة الحبيبة.

و مع هذه الأهمية الواضحة للعيان بالفرق و المشاريع التطوعية ، فإننا بدورنا كأفراد و إعلام و مؤسسات تعليمية علينا أن نساعد في نشر ثقافة العمل التطوعي ، و نشجع ، و نعين ، حتى نكون شركاء في بناء الرؤية.

لن نختلف إن قلنا أن بذرة العمل التطوعي تبدأ من المدارس ، اغرس فكرة تطوع .. خطط لها .. اسقها … ارعها .. وجها التوجيه الصحيح ، تكن شريكًا في البناء.

و امتداداً لتحقيق هذه الأهداف و قيامًا بالدور الكبير المناط على الإعلام و المؤسسات التعليمية التي تعتبر الداعم الأكبر للمشاريع التطوعية ، لعلنا نحكي بصوت عالٍ  عن نموذج في الميدان ، إن حكينا عنه بفخر فهو يستحق ، و إن حكينا عنه بإبداع فهو له عنوان.

فرحة و طرحة” مشروع تطوعي رائد بالثانوية الثامنة و السبعون بجدة ، فريق عمل يعمل كخلية نحل ، منسوبات المدرسة من أعلى الهرم لأصغر لبنة فيه ، جميعهم شركاء بناء ، بقيادة مديرة المدرسة علياء الشنهاني و صاحبة المشروع المميزة رائدة النشاط المعلمة حسنى زرنوقي.

*رؤيته : إدخال الفرح إلى قلب العروسة بسد حاجاتها و توفير احتياجاتها.

*رسالته : تلبية احتياجات العروس و تجهيزها في ليلة عرسها وسط ارتفاع الأسعار و صعوبة الحياة. 

*من أهداف المشروع : يهدف إلى بث روح التعاون و المساندة بين أفراد المجتمع بالتبرع بكل ما هو نظيف و قابل للاستعمال ، مصداقًًا لقوله تعالى “لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون” ، و يهدف أيضاً إلى تنمية و استغلال الطاقات المتميزة و الأفكار المبدعة الموجودة لدى الطالبات في مساندة الغير في عمل مؤسسي منظم .

image

image

في كلمة لرائدة النشاط ، تحكي بشغف و حب عن المشروع تقول : خدمة الوطن شرف ، و العمل التطوعي ركيزة مهمة من ركائز بناء الوطن ، و مشروعنا “فرحة و طرحة” أسميناه بهذا الأسم لتعم الفرحة كل بيت لا يستطيع استيفاء احتياجات ابنته لليلة العمر ، و يعمل على تجهيز العروسة من بداية الخطبة إلى أن تدخل بيتها في ليلة عرسها.

و لهذا المشروع مراحل :
كان للتعليم في إرساء قواعد العمل التطوعي في المدارس النواة الأولى بدءًا بصدور التعميم الوزاري بأهمية الأعمال التطوعية و الحث على أهميتها في الميدان .

تدشين مدير تعليم جدة الموقع الالكتروني لبرنامج سواعد التطوعي ، و الحث على تسجيل الطلبة و ساعات العمل التطوعي بالموقع “http://www.swaaid.com” .

نشر ثقافة العمل التطوعي بصفة عامة و الاعلان عن المشروع بصفة خاصة ، من خلال قروبات الواتساب و وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى ( من قبل ٦ أشهر ) .

مرحلة استقبال احتياجات العروسة من خلال مندوبين متطوعين؛ يصلون عن طريق الاتصال بالمتبرعين للتوصيل للمشروع.

مرحلة الجمع و الفرز بتكوين مجموعات التصنيف لملابس و احتياجات الأفراح.

توزيع المتطوعات – طالبات المدرسة -على مجموعات للقيام بأعمال التغليف و التنظيم ، و ذلك أثناء حصص الاحتياط داخل المدرسة و بمقر خاص للمشروع خارج المدرسة .

إعداد قاعدة بيانات للأسر المحتاجة اللاتي لديهن بنات مقبلات على الزواج من خلال التواصل مع الدور و الجمعيات الخيرية.

التواصل مع تلك الأسر بالحضور لاستلام جميع المستلزمات من توفير فساتين الأ فراح و….و … إلى cd معد للزفة .

على مستوى المدرسة ، تم القيام بعملية مسح للمدرسة .. لحصر عدد الطالبات المقبلات على الزواج حيث بلغ عددهن ١٣ طالبة.

إعطاء الطالبات دورة تأهيلية للزواج ، مقدمة من جمعية الشقائق و محكومة بجلسات مغلقة مع الدكتورة المدربة للطالبات.

عقد جلسات ودية للمعلمات مع الطالبات في الفسحة لتوجيههم لكتابة أهم النقاط التي عليها أن تنتبه لها في الحياة الزوجية.

أخيراً تدشين المشروع اليوم بتتويج ١٣ عروسة من طالبات المدرسة ، و إقامة حفل مميز لن ينسى بحضور أمهاتهن و زميلاتهن ، و جميع ما تم في الافتتاح ما هو إلا تفسيراً لإجراءات العمل في المشروع.

image

image

image

من خلال هذا المشروع ( داخل المدرسة فقط ) :
تم تسجيل ١٥٠ طالبة في موقع “سواعد” ، و تجاوزت ساعات العمل لهن ٤٠٠٠ ساعة تطوعية ، حيث أصبحت الطالبة من خلال هذا المشروع لا تحتاج لأن تخرج خارج المدرسة ، فيمكنها أن تغطي ساعات العمل التطوعية المطلوبة منها داخل المدرسة ، حيث أن كل معلمة معها طالبات لتغطية ساعات العمل في المشروع.
عقد مجموعة من الشراكات الهامة و المميزة بالتعاون معهم في دعم هذا المشروع من مختلف الجهات الحكومية ، كالكلية التقنية ، و المؤسسات الخاصة كمحلات الأفراح و محلات الكوش و الورود و المؤسسات الصوتية للزفات، و الجمعيات الخيرية كجمعيات تحفيظ القران .

النظرة المستقبلية للمشروع أن يكون له داعمين من قصور الأفراح و محلات البوفيهات لدعم تلك الأسر المحتاجة .

أخيراً : من سمع ليس كمن رأى .. فما شوهد يعتبر نموذجاً مميزاً للعمل التطوعي ، و على مدارسنا استغلال الطاقات و الأفكار الإبداعية لدى بناتنا ، و التخطيط لبرامج تطوعية بدراسة الواقع و احتياجاته و مشاكله و المبادرة في إيجاد الحل .

هنا فقط … سيكون لنا بصمة في البناء .. دمتم بخير .

image

image

image

image

image

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *