كورونا وإعادة التفكير

لقد تكلم الكثيرون عن هذه الجائحة الكبيرة التي أدت إلى شلل كامل أو جزئي في بعض المؤسسات والمنظمات ووصل هذا الشلل إلى جميع أو بعض العاملين بها وكذلك بعض الأفراد بإختلاف أعمالهم، وفي نفس الوقت جعلت هذه الجائحة بعض المنظمات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والعاملين بها وكأنهم يعيشون في خلايا النحل أو بيوت النمل من حيث التنظيم وسرعة الإستجابة وتنامت مسؤولياتهم ومهامهم وأصبحت تلك المؤسسات والمنظمات تعج بالحركة والتنسيق والنظام والإستمرارية والجد والإجتهاد وسرعة التغير والتمركز إيجاباً وسلبًا حسب تحركات كورونا صعودًا وهبوطًا.

وإنما ماذا عن الذين أضطرتهم هذه الظروف المفاجئة الوقتية على البقاء في منازلهم يتابعون بشغف يتمرجح بين الرجاء والخوف كل ما يردهم عن طريق القنوات الفضائية ووسائل التواصل الإجتماعي من غث وسمين، وكذب وصحيح، وما يأتيهم من معلومات من خلال القنوات الحكومية الرسمية بكافة تخصصاتها بما من أخبار تحمل في طياتها الثقة والطمأنينة وفي نفس الوقت الحذر والتنبيه سعيًا إلى السيطرة على الوضع وإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي بإذن الله.

في هذه المرحلة الحرجة تنشأ أسئلة عدة تدعونا إلى التفكر فيها وتفعيل الجانب الخيالي في أنفسنا بحثًا عن حلول حالية أو مستقبلية أو فرص عمل حالية أو مستقبلية فيها الفائدة الشخصية والمجتمعية. بالطبع خلال هذه الفترة تغيرت لدى معظم الناس الكثير من المفاهيم سواءً على الجانب الإجتماعي النفسي، أو الإجتماعي السلوكي، أو الصحي السلوكي ، وكذلك طرأت بعض التغيرات على السلوك الشرائي سواءً على مستوى الأفراد أو المجتمعات.

كيف لنا أن نستفيد من هذه التغيرات التي طرأت علينا بشكل متسارع وهل لدينا أفكارًا أستقيناها من هذه المرحلة الحالية من الممكن تطبيقها خلال أو بعد زوال الغمة لتعود علينا وعلى مجتمعنا بالنفع والفائدة وتنقلنا إلى مرحلة جديدة من التطور إجتماعياً ونفسيًا وصحيًا، وسلوكيًا من حيث التعامل فيما بيننا كأفراد وفيما بيننا وبين الجهات الرسمية التي أثبتت لنا جدارتها في التعامل مع هذا الحدث بما فاق التوقعات وجعلتها أهم أولوياتها.

هناك بلاشك الكثير من الأشياء التي يمكن تطويرها والإستفادة منها من خلال الدروس والعبر التي مررنا بها ولازلنا نمر بها خلال هذه الأزمة بسبب الفراغ الكبير والبقاء لفترات أطول في المنازل خلاف ما كنا متعودين عليه، ماذا أستفدنا من خلال بقائنا في البيوت لهذه الفترات الطويلة، وماذا فعلنا في هذا الوقت الطويل، وكيف أستفدنا منه في التخطيط للمستقبل، وما هي الأفكار التي خطرت على بالنا وكيف سنستفيد منها سواءً على المستوى الشخصي كتغيير في أنفسنا أو على المستوى العام كتغيير في تعاملنا مع الآخرين أو كأعمال سنقوم بها أو نطور ما نقوم به حاليًا أو أفكار عمل سوف نطبقها مستقبلًا بناءً على ما تعلمناه خلال هذه الفترة.

هذه دعوة للتفكير وإعادة التفكير في الفوائد التي يمكن جنيها من خلال هذه التجربة التي تمر على العالم أجمع بهذه القوة خلال العصر الحديث على الرغم من التطور العلمي الهائل، فهل من معتبر ومفكر ومبتكر يخرج من هذه الأزمة بفوائد ذات قيمة يمكن إستثمارها لتعود بالنفع على المستوى الشخصي والعام وتنقلنا ومملكتنا الحبيبة إلى مرحلة أعلى من التطور الحضاري العلمي والفكري بخطى واثقة بناء على ما لمسناه من عزم وهيبة وثقة وحزم من ولاة أمرنا حفظهم الله ورعاهم ووفقهم لما يحبه ويرضاه، وبناء على ما لمسمناه من تطور في جميع الخدمات التي قُدمت وتقدم يوميًا لجيمع الفئات من كافة الجهات الحكومية والخاصة مما أذهل بعض الدول المتطورة وجعل إسم المملكة العربية السعودية يتردد وبفخر على كافة الأصعدة والمنصات الإعلامية متحدثًا عن الإنجازات والإستعداد العالي المتقن لإدارة الإزمات مما أسكت وأخرس من في قلوبهم مرض.

عبدالعزيز مبروك الصحفي

مقالات سابقة للكاتب

25 تعليق على “كورونا وإعادة التفكير

يوسف الصحفي

مقال رائع وجميل بارك الله فيك

د.سعد ال هداف القحطاني

ماشاء الله دائماً متألق الاستاذ القدير عبدالعزيز الصحفي ونظرته الإيجابيه لكل المتغيرات فهو من صناع المنح في اوقات المحن بعقليته المتزنه وبوطنيته المتجرده اشكرك على هذه الاطروحات ونطمح في المزيد في هذا الميدان الذي هو ميدانكم رعاكم الله وزادكم توفيقاً

مالك موسى الصبحي

‏كلامك سليم الله يعطيك الصحة والعافية
‏الله يزيدك علم وإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي بإذن الله.

غير معروف

مقال جميل جدآ بارك الله فيك

عبدالعزيز زمزمي

نعم يجب ان نتغير وتفير سلوكياتنا وبشده وبشرعه حيث ان الزمن يتسارع والاحداث تتوالى والدوله تبذل قصارى جهدها وامكانيتها وتسخيرها للانسان الذي هو المواطن ولكن للاسف هناك فئه من المجتمع غاط فى جهله رغم تعلمه غارق فى تفكيره المضمحل لا يعي بالمسؤليه ابدا ولا حتى بمسوليته تجاه اهله وعياله وضارب بالقرارات والتعليمات والارشادات بعرض الحائط يتجولون وهو محرم عليهم ويجتمعون وهو خطر عليهم وعلى اهليهم ياترا ماذا يردون ان تعمل لهم الدوله اكثر مماعملة وتعمل يجب على الجهات المسؤله المنوط عليها ايقاف هذه الممارسات السلبيه ان توقع بهم اشد العقوبات بدون تهاون كان من كان ويجب ان يجرم وتسجيل سابقه عليه والله المستعان

موسى ابوطارق الصبحي

مقال جميله جدا وفقك الله

ماهر بن هندي

ما شاءالله مقال رائع
وعسى الله أن يحفظكم من كل مكروه

خالد بن مطلق

كلام جميل يبو سهل الله يجزاك خير
وان الله يرفع عنا وعن المسلمين هذا الوباء

خالد بن مطلق

الله يرفع عنا وعن المسلمين هذا الوباء
الله يجزاك خير ابو سهل

إبراهيم أبوليلى

لا فض فوك استاذنا القدير ودائما ما تحمل مقالاتك الفائدة الجمة من تحليل وطرحلول لبعض المشكلات وحقيقة نحن بحاجة في هذا الوقت الراهن الى مثل هذا الاطروحات كي نعيد التفكير في بعش الامور وكثيرا ما تحمل المحن في طياتها المنح بارك الله في قلمك ورأيك واسال الله القدير ان يهون الامر ويزيل الغمة عن الامة والعالم اجمع تحياتي وتقديري لشخصك الكريم حفظك الله ورعاك 🌹🌹🌹

أبو عمار الصحفي

فعلا انها فترة زمنية عصيبة على العالم اجمع. الايجابيون سيرون منحا كثيرة في هذه النازلة، و السلبيون سيبقون يتذمرون على الصغيرة و الكبيرة.
نور الله بصيرتك ابا سهل و نفع بك و بعلمك و جزاك خيرا.

اللهم اكفنا شر النوازل و ارفع عنا البلاء.

سميره الصحفي

ماشاء الله تبارك الله ربي يحفظك ويبارك فيك مقال أكثر من رائع

عبدالعزيز بن مبروك الصحفي

الأخ الغالي يوسف الصحفي
شكراً على مداخلتك وجزاك الله خيرًا

عبدالعزيز بن مبروك الصحفي

الأخ الدكتور سعد آل هداف القحطاني
أسعد الله أوقاتك وجزاك الله خيرًا على حسن ظنك وتعليقك الذي أضاف بعدًا للموضوع، بارك الله فيك ورعاك.

عبدالعزيز بن مبروك الصحفي

الاستاذ مالك الصبحي
أدعو الله أن يكون كذلك.
أسعدك الله وأرضاك وجزاك الله خيرًا.

عبدالعزيز بن مبروك الصحفي

الأستاذ المهندس عبدالعزيز زمزمي
مداخله رائعة أعطت الموضوع عمقًا وأضافت إليه شيئًا جميلًا، بارك الله فيك وجزاك خيرًا على إعطائنا جزءً من وقتك.

عبدالعزيز بن مبروك الصحفي

الأستاذ/الأستاذة
غير معروف جمل الله أيامك بالسعادة والرضا، وجزاك الله خيرًا.

عبدالعزيز بن مبروك الصحفي

الأخ الفاضل موسى أبو طارق
جمل الله حياتك بالإيمان ورضا الرحمن.

عبدالعزيز بن مبروك الصحفي

الأخ الأستاذ ماهر بن هندي
الله يسلمك ويسعدك ويحفظك أنت ومن تحب؛ وجزاك الله خيرا.

عبدالعزيز بن مبروك الصحفي

الأخ الفاضل خالد بن مطلق
الله يسلمك ويسعدك ويجعل أيامك كلها سعادة.
حفظنا الله وإياكم ووفقنا للخير.

عبدالعزيز بن مبروك الصحفي

أستاذنا الفاضل إبراهيم أبو ليلى
جزاك الله خيرا على ما أضفته؛ وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والبركة.

عبدالعزيز بن مبروك الصحفي

أخي الفاضل أبو عمار الصحفي
بارك الله فيك على إضافتك الرائعة؛ جعلنا الله وإياكم وجميع خلقه من المحفوظين بفضله ورعايته، وجزاك الله خيرا.

عبدالعزيز بن مبروك الصحفي

أختي الفاضلة سميرة الصحفي
بارك الله فيك وأسعدك وحفظك ورعاك ووفقك لما يحبه ويرضاه.
جزاك الله خيرا على مشاركتك.

صالحة العساف

ماشاء الله مقال عميق وهذا ما نبحث عنه هو التفكير وإيجاد الحلول بالوعي واتباع طرق الوقاية حمانا الله وياكم كل الشكر والتقدير ..د / عبدالعزيز

عبدالعزيز بن مبروك الصحفي

الأستاذة صالحة العساف
بارك الله فيك وأسعدك، عذرًا على التأخر في الرد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *