المصفوفات

يرى خبراء الرياضيات دورها الهام في حل المعادلات الخطية وغير الخطية، وهو ما يجعلنا بصفة مستمرة ندرس المعكوس والدرجة وأن نحدد المقاييس التي تخص المصفوفة والاتجاه.

كما أن لها علاقة قوية للغاية بالجوانب التطبيقية وعلوم الحاسوب والفيزياء ومختلف العلوم، وفي المجال الاقتصادي والمالي تستخدم المصفوفات عند دراسة نسب الإيرادات أو المصروفات وعلى تنوع التقارير المالية فهناك أشكال مختلفة لاستخدام المصفوفات والربط بين العناصر المالية.

ويرى عدد من المهتمين بالتخطيط المالي الشخصي ضرورة أن تتضمن خطة الفرد السنوية عدد من العناصر لإدارة المال للأسرة على شكل المصفوفة حتى تتمكن من مواكبة تغيرات الصرف التي تحدث فنسب الإنفاق على أنواع الصرف اختلفت عما قبل، والشواهد كثيرة تختلف من أسرة إلى غيرها حسب الأولويات.

لم يعد التخطيط المالي الشخصي ترف أو لفئة من المجتمع دون أخرى بل ضرورة قل الدخل أو كثر حتى يمكن للفرد التكيف مع المتغيرات ومواجهة المواقف المالية، وحتى يمكن تجنب المخاطر والتقليل من إحتمالات الخطأ وتحقيق نجاحاتك بصورة أكثر ملائمة للواقع ودون أن يأتي مصروف على مصروف أخر.

ونحن على مشارف عام مالي جديد حتماً يمكن للبداية بالقليل تؤدي إلى نتائج باهرة وعوائد مجزية مع الوقت تصل بك إلى الاكتفاء المالي الأمر الذي يمكنك من تحقيق نمط حياة مالي مستقر إلى حد ما.

دائماً ما يشيرون خبراء التخطيط المالي إلى أهمية الإيمان بدور عدد من الأدوات التي تحقق نجاح التخطيط المالي وفي مقدمتها الحاجة إلى التواضع في الإنفاق والشعور بأهمية الادخار وأنه قوة مهما كانت درجته لمواجهة ظروف المستقبل الغامضة، ثم إن الثروة ستكون فيما لا تنفقه وتدخره للتقلبات والأزمات وبالتالي المزيد من خيارات الاستقلال بمشيئة الله تعالى.

فلابد من تغيير التفكير المالي والاهتمام بتنمية الادخار وماهية فرص الاستثمار فتنمية المال ترتب حياتك وحياة أسرتك وتساعدك على اكتساب فرص النجاح المالي بإستمرار.

المصفوفة المالية تبتعد كثيرا عن الحظ وتهتم بالمهارات الشخصية في إدارة المال فكما أن صناعة الرعاية الصحية كقصة نجحت في رفع مستوى متوسط عمر الإنسان وكما أن الدراسات البحثية كقصة تمكنت من إستخلاص قراءات لطبيعة طبقات الأرض ونسب الجليد على سطحها إستطاعت أن تكون مثار اهتمام علماء الاختصاص في الجيولوجيا فإن علماء المال يرون ضرورة تطوير المجتمعات مالياً ورفع الثقافة المالية بداية من الأسرة.

تخطيط الأعمال المالية، الاستثمار، الهندسة المالية، المخاطر، التخطيط المالي الشخصي، التمويل ومنتجاته المختلفة جميعها وأكثر مفردات لها قصص أخرى تماماً، يعكف خبراء المال على إبراز عدد من صورها للمجتمعات للإنتقال بهم والوصول الى الكفاية المالية دون إستخدام التجربة والخطأ.

واقعنا يقول إن الديون أنهكت الكثير من الاسر بسبب العواطف والاهتمام بالفروقات الاجتماعية فلا يكاد يخلو بيت من تمويل شخصي او بطاقات إئتمانية واللهث خلف العروض المقدمة.

الأزمة المالية مهما اختلفت درجتها هي قاسية تسبب الانهيار النفسي والجسدي والمشكلة أن البعض لا يتعظ بالآخر وتظل القصص تتكرر عن غرق الناس فالديون.

التصرف في المال مرتبط تماماً بسلوك الانسان وعشوائية قراراته في أحيان كثيرة عبر المجازفة بالدخل الشهري للحصول على قروض للإستهلاك لا الاستثمار، فيتأثر بالتضخم والكساد ويتملكه الخوف وعدم اليقين بسبب ضعف المعلومات المالية التي يتصرف من خلالها، وسوء السلوك المالي جعل البعض حبيس المسابقات القائمة على وهم تحقيق الثروة من خلال اتصال أو المشاركة، عجلة الانسان جعلته يعيش هاجس الثراء الذي يأتي في عشية وضحها!

إن التخطيط المالي يقوم على أسس عدة منها فهم النواتج من الادخار والاستثمار تماماً كما يعلم حقيقة عواقب الصرف في بداية الشهر والتي تختلف عن وسط الشهر وعن نهاية الشهر، أليس هذا واقع يعيشه الكثير!

إدخار المال وإن قل وإستثماره بعوائد محدودة يجنبك الكثير من الأزمات على المدى الطويل كما يجب أن ندرك أن التخطيط المالي ليس عصا سحرية في شهر واحد تحقق الفائض والعوائد المجزية ولكنه طويل المدى تبدأ تشعر بثماره من أول عام تلتزم فيه بالتخطيط للمال حيث تبدأ قراراتك المالية تتميز بالمنطقية والثقة والسلاسة والصواب إلى درجة عالية.

ناقش مع أسرتك الفكرة المالية وخطط للقليل من الآن فالجبال من الحصى وليس هذا جنون بل دعوة للعيش بصورة أفضل تعتني بالمنال وسعة الأفق وتخاطب فرص استثمار المال بواقعية وجعلها من مسلمات الحياة المستقرة، وحتى تنجح خطتك المالية غيّر الأفكار والسلوك المالي وإحذر من القرارات المالية الارتجالية والتأثر بالإعلانات وما تجعلك تتخيله من حوافز، إعادة صياغة الحوار المالي للأسرة أول كلمة في سطر النجاح المالي طالما حققنا التوازن بين العاطفة والواقع.

لتعلم أن المال موجود في كل زمان ومكان ويبقى كيفية التعامل معه وإدارته ونمائه تختلف من شخص لأخر فهي مهارة يمكن اكتساب أجزاء منها، لا تخشى الإخفاق وأن سقطت عاود النهوض وأعلم أن هذا لصالحك حتى تكون أكثر وعياً لمستقبلك فالمعادلة المالية ممكنة والمصفوفة المالية يمكن صياغتها وإحتمالات النجاح ترتفع إذا وجدت الرغبة وتعاون أفراد الأسرة وأحسن القصص في ذلك كثيرة.

يجب أن تخرج عن أسوار مفهوم أن الادخار للمصائب بل هو للإستقرار وأنه فن يمكن تعلمه وإتقانه والمقولة الشهيرة (الحصول على المال شيء والاحتفاظ به شيء آخر) صائبة وفي مكانها في كثير من حالاتنا وتعاملاتنا المالية التي تكون إما بالعاطفة أو حُسن التدبير، فالبقاء للمال كلمة السر للنجاح الحقيقي وجعل التخطيط المالي عمل مستمر ومرن ويتجه نحو هامش الأمان لسعادة مالية متفائلة، خذ قرارك وانتقل للمربع الثاني في قناعتك بالتخطيط المالي وكن مرن فالبدايات صعبة لكن لاحقاً ستكون النتائج مذهلة بعون الله.
​​​​​​​​

 

عبدالله عمر باوشخه

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *